الاثنين، 22 يونيو 2020

تأملات فيما ورد عن المسيح الدجال


بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

 

ما دفعني الى الكتابة في أشراط الساعة والأحداث التي تكون قبلها وأثناءها هو محاولة فهم خارطة هذه الأحداث وكيف ستكون صورة العالم في ذلك الزمان لأن الأحاديث الواردة في تلك الأحداث تثير كثيرا من التساؤلات حول مجريات تلك الأحداث وحال الناس في ذلك الزمان وخصوصا أن هذه الإشكالات التي أثيرت لم يتكلم عنها القدماء ولكن ممكن أن تتقرب أكثر في أذهان المعاصرين وخصوصا قد وقعت وقائع معاصرة قربت الصورة للأذهان وجعلت بعض أحاديث آخر الزمان واضحة.

 

ومن تلك الأحاديث التي أريد الغوص في مدلولاتها حديث ذكر أحداثا كثيرة وظواهر عجيبة ستكون آخر الزمان في سياق واحد مطول وهو من الأحاديث الصحيحة التي ورد ذكره في صحيح مسلم وغيره وهو حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه ولا أريد أن أستوعب كل أحاديث الدجال فليس هذا غايتي وانما فقط نتأمل فيما ورد به حديث النواس رضي الله عنه.

 

والله أسأل التوفيق والقبول:{وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } [هود: 88].

 

 

عمر العبد الله

22 شوال 1441ه


 

حديث النَّوّاس بن سمعان (¢):

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ (¢)، قَالَ: ((ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ (‘) الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ: «مَا شَأْنُكُمْ؟» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَقَالَ: «غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ، فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ، فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: «أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ؟ قَالَ: «لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ، أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًا، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ، فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا: أَخْرِجِي كُنُوزَكِ، فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ، ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ، يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ، فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ، وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ، فَيُرْسِلُ اللهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ: أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ، حَتَّى أَنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ))([1]).

 

مجمل ما جاء في حديث النواس (¢):

 

هذا الحديث من الأحاديث المهمة التي تدعو الى التأمل وإعادة النظر فيه وكشف ما سيحدث للمؤمنين وغيرهم آخر الزمان. وهذا الحديث على طوله كأنه خارطة توضيحية لمجريات أحداث الساعة وشكل العالم كيف يكون في ذلك الوقت.

 

أضف على ذلك أنه ذكر أحداث الساعة بالترتيب فذكر خروج الدجال ومن المعروف أن ظهور المهدي قبله -كما ذكرت ذلك في علامات ظهور المهدي- ثم ينزل عيسى (‘) في آخر أيام الدجال ثم يخرج يأجوج ومأجوج وهم الصين وحلفاءهم -كما بينت ذلك في يأجوج ومأجوج الجدد- ثم فناءهم وتخليص الأرض من جيفهم ثم حكم عيسى (‘) للأرض بالإسلام ثم موت جميع المؤمنين وبقاء شرار الخلق عليهم تقوم الساعة وانتهاء الدنيا.

 

 

وكذلك ذكر فيه كل ما يتعلق بالدجال في الجملة فذكر أنه من أعظم الفتن وألا خلاص للمؤمن الا بإيمانه والفرار من فتنته في الجبال وبين صفته الخلقية وبين فيه صفة خص الله هذه الأمة ببيانها لهم وهي أن احدى عينيه عوراء والأخرى معيبة وذكر مدة مكثه في الأرض وكيفية سيره فيها وعلمنا كيف نواجهه لو قدر لنا مقابلته وبين لنا بالضبط من أي الأرض يخرج ومن يناصره وبين لنا أن الدجال معه فيما يظهر للناس قدرة خارقة استمدها من الشياطين لإضلال الخلق وبين لنا ما يكون بينه وبين المؤمنين وبينه وبين ذلك المؤمن الذي يكشف زيفه فيقتله وهو خير الناس ثم يحييه ثم لا يسلط عليه.

 

وبين لنا نزول عيسى (‘) وبين لنا صفته وقوته وما يكون من هلاك الدجال على يديه وما يكون من الحوار بينه وبين المؤمنين وبين لنا مكان نزوله بالضبط عند المنارة البيضاء شرقي دمشق -وهي في زماننا عامرة- وما يكون من خروج أكبر قوة شر على مر التاريخ في وقته.

 

وذكر لنا خروج يأجوج ومأجوج وبين لنا كثرتهم وقوتهم وأنه لا طاقة لعيسى (‘) ومن معه من المؤمنين بهم وأنهم من المرتفعات ينزلون ومن البحيرات يشربون ثم يأذن الله بهلاكهم فيهلكون كنفس واحدة ثمر تحمل الطير جيفهم الى حيث يشاء الله.

 

ثم أخبرنا أن الأرض تكون أجمل ما يكون بعد تنظيفها من شرار الخلق وتنزل السماء بركتها وتخرج الأرض نباتها ويعيش المؤمنين في ذلك الزمان أجمل أيامهم رخاء وعزة ويهلك الله جميع الأديان ولا يبقى ويسود الا الإسلام.

 

ثم ينهي الله هذه الفترة المباركة فيقبض أرواح المؤمنين بريح طيبة ولا يبقى الا شرار الخلق يختم الله بهم هذه الدنيا وعليهم تقوم الساعة.

 

تأملات من خلال حديث النواس (¢):

·      يجد كل متأمل أن النبي (‘) قد فخم من فتنتة الدجال وأكثر التحذير منها حتى أنه لشدة خوفه على أمته من ضلاله وصفه وصفا دقيقا لا يخفى على ذي لبّ. كما جاء في الحديث: «مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ خَلْقٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ»([2])، أي لا مثيل لفتنته في إضلال الخلق. وقال فيه: (إنه شاب قطط قصير أفحج دعج هجان وإنه آدم جعد جفال الشعر)([3]).

 

·      وما يجعل فتنة الدجال أعظم فتنة تمر بها البشرية أنه يملك الخوارق التي يضل بها الخلق وتكون عن طريق السحر والشياطين: منها أن كنوز الناس تتبعه ومنها إحياء الموتى والعجيب أن يأمر السماء فتمطر والأرض فتخرج نباتها وهذه إمكانية خطيرة لا يعرف زيفها الا أصحاب القلوب السليمة.

·      وهذه الخوارق منها خوارق جاء بها عيسى (‘) وهي إحياء الموتى لذلك سيشتبه أمره على من يؤمن بعيسى (‘) فيضلله الدجال على أنه عيسى ابن مريم فيقع كثير من الناس بشَرَكه.

 

·      ومنها ما تكون خوارق لا يستطيع فعلها الا الله وهي إنزال المطر وإخراج نبات الأرض لذلك سيدعي الكذاب أنه هو الله تعالى الله عن قوله علوا كبيرا وهذه الدعوة ستكون سببا في طمس عينه وظهور ختم بجبينه –ك ف ر- يقرأها كل مؤمن.

 

·      وقد جاءت أحاديث صحيحة تثبت شكوكهم في أمر ابن صياد ولم يكن أعور العين! ويرد هذا الاشكال: أن الدجال يكون سليم العين في بداية فتنته ثم عند دعواه الألوهية يطمس الله عينه لتكون أوضح العلامات وأبينها على دجله –جمعا بين الأدلة-فمن يكون ناقصا لا يكون ربا؛ لذلك شعار أتباع الدجال العين الواحدة وهم يبثون ذلك في اعلامهم للكبار والصغار حتى يألف الناس ذلك ويتمكن من فتنتهم. لذلك اذا خرج الدجال ولم يكن أعور العين فلا يعني ذلك أنه ليس هو اذا كان يملك نفس الصفة لأن عوره يكون اذا ادعى الألوهية وهو لا يدعيها ابتداء بل عند عظم فتنته واجتماع الناس عليه.

 

 

·      وزيادة في بيان حال الدجال ذكر لنا النبي (‘) مكان خروجه تحديدا فقال: (إنه خارج خَلَّة بين الشأم والعراق) أي من طريق أو مكان بين الشام والعراق ونحن نرى أن هذه الدول أصابتها فتن عمياء صماء جعلت الحليم من أهل الإسلام حيران وكثر فيها الهرج وحصل من الفتن ما شابت له الولدان ولعلها مقدمة لظهور الخبيث! وفي رواية" وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا"([4])، والمقصود بهذا الخروج إذا أراد أن يذهب الى المدينة لاقتحامها فيأخذ جيشه من يهود أصبهان معه سبعون الفا عليهم الطيالسة وهو لبس اليهود والله اعلم.

 

·      ولعلّ حدثا كونيا سيحصل قبيل ظهور الدجال فتشرق الشمس سنة كاملة لا تغيب ثم تتقلص المدة فتشرق شهرا ثم تتقلص فتشرق أسبوعا ثم تعود الشمس الى طبيعتها كأيامنا هذه. وهذه الظاهرة لا أظن أن تكون هكذا بلا سبب فالله جعل لكل شيء سببا ولكن الله اعلم ما هو هذا السبب الذي سيغير قانون الليل والنهار. ونحن قد نجزم اذا مضت أيام بلا ليل أنه وقت الدجال.

 

 

·      وسيكون مدة لبثه في الأرض في حال فتنته اليوم الأول كسنة واليوم الثاني كمدة شهر واليوم الثالث كمدة أسبوع ثم يرجع الأمر طبيعيا لأنه موجود قبل فتنته في أيام كأيامنا هذه ولكن عند ظهور فتنته سيبدأ التغيير الكوني.

 

·      والعجيب في الأمر أن الصحابة لما سمعوا: أن اليوم كسنة لم يجادلوا ولم يسألوا عن أمور ثانوية بل شغلهم أمر صلاتهم فقالوا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره) لم يسألوا عن طعام ولا شراب ولا شيئا آخر بل جل اهتمامهم الصلاة لذلك كان الجواب النبوي خير لأهل الأرض في الجوانب التي تبقى مظلمة أو مشرقة خصوصا بعد وصول المسلمين الى تلك الدول.

 

·      ونتأمل في قوله (‘) عن إسراعه: " كالغيث استدبرته الريح" على قوة سرعته وهذا لا يمكن بدون التقنية الحديثة الا اذا استخدم الشياطين ولكن ما يدل على أنه يستخدم التقنية الحديثة حديث"وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا"([5])! ولا نعلم في الوجود حمارا بهذا الحجم ولكن ممكن حمله على طائرات هذا الزمن وأن النبي (‘) خاطب الصحابة بما يعرفونه ويعقلونه. إذن الحديث الأول يتوافق مع الحديث الثاني إذا حملناه على أن خروجه في زمن التقنية الحديثة. ثم إن مسيره في جميع الأرض بهذه المدة الوجيزة لا يمكن بغير استخدام هذه الطائرات.

·      وقوله: " فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت" فعل الدجال هذا لا أجد له تفسيرا منطقيا الا اذا قلنا أن مشروع هارب الأمريكي السري أسس من أجل هذه الغاية وهو التحكم في المناخ. ومثل هذه الأمور لا يمكن أن تكون بالسحر.

 

·      قوله" ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل!" قوله بالخربة قد يدل على الآثار وقد يكون اكتشاف هذه الكنوز عن طريق الأجهزة المتطورة بحيث تكون للناظر من الخوارق.

 

·      ثم ذكر نزول عيسى (‘) وبين لنا صفته حتى لا يلتبس أمره بالدجال فبين صفاته الجسمانية ومكان نزوله عند المنارة وقوته الخارقة بحيث يموت الكافر من ريح نفسه! ونعرفه أيضا من قتل الدجال حيث لا يستطيع أحد في العالم قتل الدجال الا عيسى ابن مريم (‘).

 

·      ولخروج الدجال علامات منها ذهاب ماء بحيرة طبرية كما ورد في حديث تميم: "قال -الدجال-: أخبروني عن بحيرة الطبرية، قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قالوا: هي كثيرة الماء، قال: أما إن ماءها يوشك أن يذهب"([6]) ولا يعني ذلك يبسها حتى يخرج بل سيكون فيها ماء ولكنه قليل كما جاء عن يأجوج ومأجوج "فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها" وخروجهم بعد مقتل الدجال.

 

·      وخروج الدجال بفتنته سببه: « غَضْبَةٍ يَغْضَبُهَا؟»([7]) ولكن لم أجد في السنة سببا لغضبته الا ما ورد أن المسلمين يقاتلون الروم ويفتحون قسطنطينية ثم بعدها يخرج فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، فِي بَيْتِهِ وَحَوْلَهُ سِمَاطَيْنِ مِنَ النَّاسِ وَلَيْسَ عَلَى فِرَاشِهِ أَحَدٌ فَجَلَسْتُ عَلَى فِرَاشِهِ مِمَّا يَلِي رِجْلَيْهِ، فَجَاءَ رَجُلٌ أَحْمَرُ عَظِيمُ الْبَطْنِ فَجَلَسَ، فَقَالَ: «مَنِ الرَّجُلُ؟» قُلْتُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: «مَنْ أَبُو بَكْرَةَ؟» قُلْتُ: وَمَا تَذْكُرُ الرَّجُلَ الَّذِي وَثَبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (‘) مِنْ سُوَرِ الطَّائِفِ؟ فَقَالَ: «بَلَى» ، فَرَحَّبَ بِي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا فَقَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يَخْرُجَ ابْنُ حَمَلِ الضَّأْنِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ -» قُلْتُ: وَمَا حَمَلُ الضَّأْنِ؟ قَالَ رَجُلٌ: " أَحَدُ أَبَوَيْهِ شَيْطَانٌ يَمْلِكُ الرُّومَ يَجِيءُ فِي أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ النَّاسِ خَمْسِ مِائَةِ أَلْفٍ فِي الْبَرِّ، وَخَمْسِ مِائَةِ أَلْفٍ فِي الْبَحْرِ، يَنْزِلُونَ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا الْعَمِيقُ فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: إِنَّ لِي فِي سَفِينَتِكُمْ بَقِيَّةً فَتَخَلَّفَ عَلَيْهَا فَيَحْرِقُهَا بِالنَّارِ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا رُومِيَّةَ وَلَا قُسْطَنْطِينِيَّةَ لَكُمْ مَنْ شَاءَ أَنْ يَفِرَّ فَلْيَفِرَّ، وَيَسْتَمِدُّ الْمُسْلِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى يُمِدَّهُمْ أَهْلُ عَدَنَ أَبْيَنَ، فَيَقُولُ لَهُمُ الْمُسْلِمُونَ: الْحَقُوا بِهِمْ فَكُونُوا فَاجًّا وَاحِدًا، فَيَقْتَتِلُونَ شَهْرًا حَتَّى أَنَّ الْخَيْلَ لَتَخُوضُ فِي سَنَابِكِهَا الدِّمَاءُ، وَلِلْمُؤْمِنِ يَوْمَئِذٍ كِفْلَانِ مِنَ الْأَجْرِ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَهُ إِلَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ (‘)، فَإِذَا كَانَ آخِرُ يَوْمٍ مِنَ الشَّهْرِ قَالَ اللَّهُ (تبارك وتعالى): الْيَوْمَ أَسُلَّ سَيْفِي وَأَنْصُرُ دِينِي وَأَنْتَقِمُ مِنْ عَدُوِّي فَيُجْعَلُ اللَّهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ حَتَّى تُسْتَفْتَحَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ لَا غُلُولَ الْيَوْمَ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ يَقْتَسِمُونَ بِتُرْسَتِهِمُ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ إِذْ نُودِيَ فِيهِمْ: أَلَا إِنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي دِيَارِكُمْ فَيَدَعُونَ مَا بِأَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ إِلَى الدَّجَّالِ "([8]).

·      ومن ضمن ما يأتي به الدجال يرهب به الناس ويرغبهم الماء والنار ولكنها ليست حقيقية بل هي مما يخيل للناس كما قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَمْرٍو، لِحُذَيْفَةَ: أَلاَ تُحَدِّثُنَا مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (‘)؟ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ مَعَ الدَّجَّالِ إِذَا خَرَجَ مَاءً وَنَارًا، فَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهَا النَّارُ فَمَاءٌ بَارِدٌ، وَأَمَّا الَّذِي يَرَى النَّاسُ أَنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ فَنَارٌ تُحْرِقُ، فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ فِي الَّذِي يَرَى أَنَّهَا نَارٌ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ بَارِدٌ»([9]) ففي هذا الحديث يتبين أن معه نارا مما يرى الناس أي في الظاهر وهذا ممكن في زماننا هذا باستخدام الشعاع الأزرق أو تقنية الهولوجرام وقد استخدموا هذه التقنية في أشياء خدمت أهدافهم وموهوا بها على العالم كله.

 

·      قد يستبعد الكثير من الناس منهم دعاة وعلماء أننا بعيدون من خروج الدجال ويحسبون أن عصره لا بد أن يكون بالسيوف والخيول وأنه لا بد أن تنتهي هذه الحضارة العظيمة وتختفي التكنلوجيا حتى يظهر وهذا كله بسبب بعض النصوص التي وردت أن القتال يكون بالسيوف وعلى الخيل (منها فروى مسلم من قصة فتح رومية: أنها تفتح بالتكبير ولم يرموا بسهم. وفي حديث الدجال عند الترمذي وغيره: فيضرب رجلاً شاباً ممتلأ شباباً بالسيف فيقطعه جزلتين. وفي حديث النواس بن سمعان من قصة الدجال ثم نزول عيسى (’) قال: يعلقون سيوفهم على الزيتون، ويحدثهم المسيح عيسى عن درجاتهم في الجنة. وفي صحيح مسلم من حديث ابن مسعود في وصف تلك الملاحم التي تسبق خروج الدجال، وفيه: ... فيبعثون عشرة فوارس طليعة، قال رسول الله (‘): إني لأعرف اسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم...)([10])، وهذه الأحاديث لا تنافي بقاء التكنلوجيا لان السيوف اليوم موجودة وتستخدم فكون الدجال يضرب بالسيف لا ينافي استخدامه مع وجود التقنية. وموجود الان في بعض الدول يضربون بالسيف قصاصا! وبقية الاحاديث في تعليق السيوف تؤول على الأسلحة الحديثة لأن النبي (‘) خاطبهم بما يفهمون وكذلك ليس هناك مانع من استخدام السلاح الأبيض مع وجود الرشاش بل كلنا رأى ربط السلاح الأبيض بسلاح الرشاش وبالمقابل توجد أحاديث تبين وجود التكنولوجيا منها ما ذكر في حديث الباب عن الدجال في عظم مركبه وسرعة سيره في الأرض وما ذكر في الملحمة "فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الرَّابِعِ، نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ، فَيَجْعَلُ اللهُ الدَّبْرَةَ عَلَيْهِمْ"([11]) وكيف سيعرف أهل الإسلام ويصل اليهم في اليوم الرابع في زمن الخيول هذا محال وأما في زماننا فلا إشكال فيه فإنه ممكن أن يأتي المسلمون من أمريكيا وأوروبا الى الشام في أقل من يوم! وغير ذلك.. المهم أن هذه المسألة خلافية ولكني أميل الى عدم زوال التكنولوجيا وليس هناك ما يدل صراحة على زوالها بل الدجال رأس ماله التقنية الحديثة ولا يستطيع أن يضلل الناس بهذه القوة الا من خلالها والله اعلم.

 

·      " وَيَبْعَثُ اللهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ، فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ: لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ" وما يدري آخرهم بوجود ماء في بحيرة طبرية وهم أول مرة يدخلون اليها؟ يحتمل وجود التقنية التي يعرفون من خلالها هذه المناطق التي يغزونها.

 

·      " إِذْ أَوْحَى اللهُ إِلَى عِيسَى: إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ" يأمر الله عيسى (‘) أن يخرج هو والمؤمنين من الشام الى الطور لأن يأجوج ومأجوج سيغزون الشام والسؤال هنا أين ذهب المليار ونصف المليار من المسلمين؟ لأن هذا الحديث يدل على قلتهم زمن عيسى (‘)، يحتمل حدوث حرب مدمرة يتقلص بسببها أعداد المسلمين ويحتمل حدوث ردة عظيمة يكون فيها أكثرهم تبعا للدجال وحليفا ليأجوج ومأجوج ويحتمل غير ذلك والله اعلم.

 

·      خروج يأجوج ومأجوج بعد قتل الدجال وأتباعه من اليهود إما أن يدل على أن يأجوج ومأجوج جيشه وأتباعه وإما إنه حليفهم وإما أنهم ينتظرون قتل المؤمنين على يد الدجال وأتباعه فلما رأوا العكس خرجوا على المؤمنين والله اعلم.

 

·      " وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ" ثم تكون ثلة شريرة تعبد الأصنام ويرفع الدين والحياء حتى يكون الناس كالحمير يظهر فيهم الفحش أمام بعضهم البعض يرونه أمرا طبيعيا! نعوذ بالله من الضلال.

 

الخاتمة:

o    من الخطأ أن نستبعد أيام الملاحم وخروج الدجال استبعادا كبيرا بحجة وجود الحضارة الحديثة.

o    على كل مؤمن أن يستعد إيمانيا، ويثقف نفسه ومن حوله فيما يخص أحداث آخر الزمان ويحفظ أوائل وأواخر سورة الكهف ليردع بها الدجال.

o    تثبيت العقيدة الصحيحة التي تنزه الله عن النقائص فأكثر من ينخدع بالدجال المشبهة الذين يشبهون الله بخلقه وأبعدهم ايمانا بالدجال من ينزه الله ولا يمكن أن يؤمن بالدجال.

o    من يستوعب الأحداث التي تدور في العالم يعلم يقينا أننا في زمن اقتربت فيه العلامات الكبرى.

o    اقترابنا من العلامات الكبرى لا يعني الكسل والانتظار اكثر بل العمل المتواصل فكل إنسان سيسأل عن عمله {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } [المدثر: 38]، وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): «إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا»([12])، فليس من صفات المؤمن الكسل عن العمل الصالح ولو في آخر نفس له.

 



([1])خرجه مسلم (4/ 2251) وأبو داود (4/ 117) والترمذي ت شاكر (4/ 510) وابن ماجه (2/ 1356) وغيرهم بإسناد صحيح.

([2]) صحيح مسلم (4/ 2266).

([3]) قصة المسيح الدجال للألباني (ص: 132).

 

([4]) مسند أحمد ط الرسالة (41/ 15).

([5]) مسند أحمد (23/ 211).

([6]) صحيح مسلم (4/ 2263).

([7]) صحيح مسلم (4/ 2246).

([8]) مسند البزار (6/ 447) •        قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (13/ 379) وهذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير علي بن زيد - وهو: ابن جدعان، - وهو ضعيف - كما تقدم مراراً -. وبقية رجاله ثقات من رجال مسلم.. والحديث - قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/319) -: "رواه البزار موقوفاً، وفيه علي بن زيد، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات "!انتهى.

([9]) أخرجه البخاري (4/ 168)

([10]) موقع اسلام ويب.

([11]) صحيح مسلم (4/ 2223).

([12]) مسند أحمد (20/ 251).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الآجرّوميّة