اذا استطعت ان
تجعل بينك وبين الحسود بعد المشرقين فلا تقصر! فحزنك سروره، وحياتك موته، ان
أصابتك منحة كانت عليه نقمة، والنعم التي تنزل عليك، تكون عليه صواعق: تحرق قلبه
وتشل أركانه.
يتقرب الى
أعداءك، ويحب مبغضيك، مشورته لك سهام مسمومة، وعلانيته أحلى من الشهد، وباطنه أمرّ
من الحنظل.
إذا طلبت منه
الدواء أجابك بالداء، ذلّك عزّه، وهزيمتك نصره، لا يتورع أن يجعل دينه مطية لنيل
غرضه منك.
إن دعوت الناس
الى الهدى أدانك بالضلال، وإن هديتهم الى السنة اتهمك
بالبدعة، وان أرشدتهم الى الرشد رماك بالسفه.
والحسد مهلكة، والحسود
هالك، والمحسود ناجٍ مأجور، والحسد صفة إبليس، وخلق اليهود: بها هلكوا وفضحوا. عَنْ
أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): "لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا
تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا" أخرجه[1].
عمر العبد الله
21 رجب 1441ه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق