بسم
الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
والتابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين أما بعد:
هذه بعض الآيات
من الذكر الحكيم فيها إشارات وتنبيهات في كيفية إدارة الأزمات والقضاء على
المشكلات وما أحوجنا الى مثل هذه الآيات خصوصا في زمن تخلق فيه الأزمات وتصنع فيه
المشكلات! وخير من الذهاب الى تحليل فلان وعلان من البشر في رصد المشكلة وكيفية
الخلاص منها فكتاب الله كفانا هذا وبين لنا ذلك بيانا واضحا وشافيا فقط نحتاج الى
تدبر وإعمال عقولنا في تفهم كلام ربنا سبحانه وتعالى.
وما اخترته من
الآيات في هذا المقال هو ذكرى لنا في كيفية التعامل مع مشاكلنا وما أكثرها في زمان
طغت فيه المادة. وقد ينقدح في ذهن القارئ معنى لم أتفطن له فينتفع به وبه ينفع، و«رُبَّ
مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ».
والله أسال
التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: عمر
العبد الله
9 جمادى الأول
1441ه
الموافق:
4/1/2020م
آياتٌ بيّنات في كيفية التعامل مع المشكلات والأزمات:
ما من مشكلة أو
أزمة تمرّ بفرد أو أمّة الا وحلها موجود في القرآن العظيم بتصريح أو إشارة وقد
يوفق الله لها أناسا دون آخرين قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى
وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل: 89]، (و «كل شيء» يفيد العموم إلا أنه عموم عرفي في دائرة ما
لمثله تجيء الأديان والشرائع: من إصلاح النفوس، وإكمال الأخلاق، وتقويم المجتمع
المدني، وتبين الحقوق، وما تتوقف عليه الدعوة من الاستدلال على الوحدانية، وصدق
الرسول (‘)، وما يأتي في خلال ذلك من الحقائق العلمية والدقائق
الكونية، ووصف أحوال الأمم، وأسباب فلاحها وخسارها، والموعظة بآثارها بشواهد
التاريخ، وما يتخلل ذلك من قوانينهم وحضاراتهم وصنائعهم.
وفي خلال ذلك
كله أسرار ونكت من أصول العلوم والمعارف صالحة لأن تكون بيانا لكل شيء على وجه
العموم الحقيقي إن سلك في بيانها طريق التفصيل واستنير فيها بما شرح الرسول (‘) وما قفاه به أصحابه وعلماء أمته، ثم ما يعود إلى الترغيب والترهيب من وصف
ما أعد للطائعين وما أعد للمعرضين، ووصف عالم الغيب والحياة الآخرة.
ففي كل ذلك
بيان لكل شيء يقصد بيانه للتبصر في هذا الغرض الجليل، فيؤول ذلك العموم العرفي
بصريحه إلى عموم حقيقي بضمنه ولوازمه. وهذا من أبدع الإعجاز)([1]).
وقد ذكر الله (¸) لنا في كتابه: صورا متنوعة لحل الأزمات، وفسخ المشكلات: سواء كانت هذه
الأزمة أزمة اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية وسواء كانت تتعلق بفرد أو أسرة أو
مجتمع أو أمّة كل ذلك له أمثال مضروبة في القرآن، وتعاليم ربانية محكمة منها:
قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا
عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: 45]، وقوله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ
إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]،
أي: (استعينوا على البلايا والنوائب بالصبر عليها والالتجاء إلى الصلاة عند
وقوعها. وكان رسول اللَّه (‘) «إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» وعن ابن عباس أنه نعى
إليه أخوه «قثم» وهو في سفر، فاسترجع وتنحى عن الطريق فصلى ركعتين أطال فيهما
الجلوس، ثم قام يمشى إلى راحلته وهو يقول: واستعينوا بالصبر والصلاة»)([2]).
والصابر هو
المتمكن من المواقف؛ فمن لا صبر له لا خلاص له. وقد بيّن الله عظيم فائدة الصبر
على الصابر نفسه وعلى غيره، فقال: {وَلَا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ
فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ
عَظِيمٍ (35) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ
بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 34 - 36]، (يعنى أنّ الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ
بالحسنة التي هي أحسن من أختها- إذا اعترضتك حسنتان- فادفع بها السيئة التي ترد
عليك من بعض أعدائك. ومثال ذلك: رجل أساء إليك إساءة، فالحسنة: أن تعفو عنه، والتي
هي أحسن: أن تحسن إليه مكان إساءته إليك، مثل أن يذمك فتمدحه ويقتل ولدك فتفتدى
ولده من يد عدوه، فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاقّ مثل الولي الحميم مصافاة
لك. ثم قال: وما يلقى هذه الخليقة أو السجية التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان إلا
أهل الصبر، وإلا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير.. وعن ابن عباس رضى الله عنهما:
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ الصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة،
وفسر الحظ بالثواب. وعن الحسن (¬): والله ما عظم حظ دون الجنة.. وإما ينزغنك.. والمعنى:
وإن صرفك الشيطان عما وصيت به من الدفع بالتي هي أحسن فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من
شرّه، وامض على شأنك ولا تطعه)([3]).
وحلّ المشكلات
والخلاص من الأزمات مفتاحها بيد الحكماء من عباد الرحمن، ومن كان الحلم رفيقه فاز،
قال تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى
الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا } [الفرقان: 63]، وقال تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا
أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي
الْجَاهِلِينَ } [القصص: 55]، (فذكر أن صفاتهم أكمل الصفات ونعوتهم أفضل
النعوت، فوصفهم بأنهم {يمشون على
الأرض هونا} أي: ساكنين متواضعين لله والخلق فهذا وصف لهم بالوقار
والسكينة والتواضع لله ولعباده. {وإذا خاطبهم
الجاهلون} أي: خطاب جهل بدليل إضافة الفعل وإسناده لهذا الوصف، {قالوا سلاما} أي: خاطبوهم خطابا يسلمون فيه من الإثم ويسلمون من
مقابلة الجاهل بجهله. وهذا مدح لهم، بالحلم الكثير ومقابلة المسيء بالإحسان والعفو
عن الجاهل ورزانة العقل الذي أوصلهم إلى هذه الحال)([4]).
وقال الشعراوي (¬): (والمعنى: إذا خاطبك الجاهل، فحذار أن تكون مثله في الردِّ عليه فتَسْفَه
عليه كما سَفِهَ عليك، بل قرِّعه بأدب وقُلْ {سَلاَماً} لتُشعِره بالفرق بينكما)([5]).
ولما كانت
البطانة السيئة هي من تخلق الأزمات وتصنع المشكلات لصالح الأعداء نهى الله عزوجل
عن اتخاذها فقال: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا
بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ
بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُولَاءِ
تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا
لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ
الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
(119) إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ
يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ
شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 118 - 120]، (ومعنى النص الكريم أنه لَا يجوز للمؤمنين أن
يتخذوا مستشارين ونصحاء، يستبطنون أمورهم من دونهم أي من غيرهم، فمعنى "
دونكم " هنا " غيركم " الذين لم يبلغوا ما أنتم فيه من قوة الإيمان
والإخلاص للحق..
وصدر النداء
بوصف الإيمان للإشارة إلى أن مقتضى الإيمان ألا يستعينوا بأولئك الذين كفروا بآيات
الله تعالى، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم، فقضية إيمانكم وكفرهم توجب ألا تأمنوهم
في خاصة أموركم، ولقد كان السلف الصالح يأخذون بذلك الهدى القرآني، فقد كان عمر (¢) ينهى عن اتخاذ الأعوان من أهل الكتاب وغيرهم، فقد قال (¢): (لا تستعملوا أهل الكتاب، فإنهم يستحلون الرشا، واستعينوا على أموركم
ورعيتكم بالذين يخشون الله تعالى) وقيل لعمر (¢): إن ها هنا رجلا من نصارى الحيرة لا أحد أَكْتَبَ منه، ولا أخَطَّ بقلم،
أفلا يكتب عنك؟ فقال الإمام النافذ البصيرة: (لا آخذ بطانة من دون المؤمنين).
وقد ذكر سبحانه
الأوصاف والأحوال التي توجب الامتناع عن اتخاذ بطانة منهم، فذكر لهم أحوالا ثلاثة:
أولها، وهي كافية في إبعادهم عن أسرار الدولة، وهي التي قال الله تعالى فيها: (لَا
يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا).
الخبال كالخبل:
الاضطراب والفساد وهما متلازمان، فلا اضطراب إلا ومعه فساده ولا فساد إلا يترتب
عليه اضطراب، فهما معنيان متقاربان ومتلازمان، ومعنى " يألو " بقصر في
بذل الخير ويبذل الأذى غير مقصر ولا متوان، بل ينتهز الفرص.. ومعنى قوله تعالى:
(لا يَألونَكُمْ خَبَالًا) (لا يقصرون في جهد يبذلونه لضركم، ولا يمنعونكم خبالا
واضطربا في الأمور)، أي لَا يمنعونكم باذلين الجهد في تحقيق مقصدهم ومرادهم فسادا
واضطرابا في الأمور، ليفسدوا عليكم دينكم، ويقوضوا دعائم دولتكم، ويخضدوا شوكتكم،
ويكون أمركم بوارا بالفتن التي يبثونها، والريب التي يثيرونها. ولقد صدق الله
تعالى كلماته، فمن وقت أن صارت بطانة الملوك والأمراء من أهل الكتاب، وأمور
المسلمين فوضى، تختفى الفوضى السياسية عندما يكون الأمير أو الملك قويا، ولكن تكون
في بث أفكار فاسدة، وآراء تحل الوحدة..
(وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) هذا هو الوصف الثاني،
أو الحال الثانية من أحوالهم، وهي سبب لإرادتهم البوار والفساد للمسلمين، فالأولى
مظهر ونتيجة، والثانية باعث ودافع، فهم لَا يودُّون للمسلمين السعادة والرفاهية
والخير والقوة بل يودون لهم الشقاء والتعس والأذى، وليس لعاقل أن يطلع خفايا أموره
ويستنصح من لا يود له إلا الشر والأذى.
ومعنى قوله
تعالى: (وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ) أي ودوا عنتكم وهلاككم، وإجهادكم وإنزال المشقة
بكم، التي يترتب عليها تفريق جمعكم، وذهاب قوتكم..
(قَدْ بَدَتِ
الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) البغضاء:
البغض الشديد المستمكن الثابت الذي لَا يتغير ولا يزول، فهي صفة ثابتة، وفرق بين
البغض والبغضاء فالبغض حال تقبل الزوال، وأما البغضاء فهي كراهية يبعد زوالها، وهي
على ذلك أخص من البغض المطلق، إذ هي بغض مقيد، وهي تظهر من عباراتهم وكلماتهم، كما
قال تعالى: (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ. . .).
وليس معنى ذلك
أن البغضاء لَا تبدو إلا في الأقوال، بل تظهر أيضا في الأفعال، ولكن عند الفحص
الدقيق، والوزن الصحيح، وإن ما يظهر على اللسان هو طفح مما امتلأ به القلب، فهي فيض
الإناء وما يسيح منه، وما في الإناء أكثر وأغزر، وهو المادة الوفيرة التي كان منها
طفح الكيل، ولذلك قال تعالى: (وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ) أَىْ ما يطوون
في صدورهم وتنطوي عليه نفوسهم أكثر مما يظهر، إذ إن ما يظهر هو الجزء الذي انبثق
من الوكاء، أو هو في الحقيقة الرشح الذي ظهر من المسام التي تخفى ما وراءها..
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ
تَعْقِلُونَ) ختم الله تعالى هذه الأحوال بهذا النص الكريم، ليدعوهم إلى التفكير
فيما هم مقبلون عليه، وليدعوهم إلى الحذر وتخير خاصتهم وبطانتهم، وخصوصا الحكام
منهم، فإن البطانة تكون خيرا إن حرضت على الخير، وتكون شرا إن حرضت على الشر،
والعميق النظر المدرك المتعقل فيما يفعل هو الذي يدرك الأخيار من الأشرار، ولقد
قال النبي -‘ - فيما روى البخاري: " ما بعث الله من نبي، ولا
استخلف من خليفة، إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير، وتحضه عليه، وبطانة
تأمره بالشر، وتحثه عليه، والمعصوم من عصمه الله ")([6]).
والقرآن يعلمنا
:كيف نتجنب المشكلات، وندفع الأزمات فقال سبحانه: {فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ
لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [النور: 28]،
(لأنك إنْ تمسكت بالدخول بعد أنْ قال لك: ارجع فقد أثرت الريبة في نفسه، فعليك أن
تمتثل وتحترم رغبة صاحب الشأن، فهذا هو الأزكى والأفضل، أَلاَ ترى قول رسول الله (‘) َ: «دَعْ ما يريبك إلى ما لا يريبك» .
{والله بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} أي: عالم سبحانه بدخائل النفوس ووساوس الصدور، فإنْ قال لك صاحب الدار
ارجع فوقفتَ أمام الباب ولم تنصرف، فإنك تثير حولك الظنون والأوهام، وربك -¸ - يريد أنْ يحميك من الظنون ودخائل النفوس)([7]).
والشرع يتشوف
الى تجنب المشكلات ودفع أسباب الخلاف بين الأقرباء خاصة والمسلمين عامة، وتنظيف
قلوبهم من الحقد والبغضاء؛ فيرشدهم الى بذل المال من أجل ذلك قال تعالى:{وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى
وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: 8]، (حين يحضر أولو القربى واليتامى والمساكين مشهد توزيع المال،
وكل واحد من الورثة الذين يتم توزيع مال المورث عليهم انتهت مسائله، قد يقول هؤلاء
غير الوارثين: إن الورثة إنما يأخذون غنيمة باردة هبطت عليهم مثل هذا الموقف يترك
شيئا في نفوس أولي القربى واليتامى والمساكين.
صحيح أن أولي
القربى واليتامى والمساكين ليسوا وارثين، ولن يأخذوا شيئا من التركة فرضا لهم،
ولكنهم حضروا القسمة؛ لذلك يأتي الأمر الحق: {فارزقوهم مِّنْهُ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفا} فلو أنهم لم يحضروا القسمة لاختلف الموقف. فيأمر سبحانه بأن نرزق اليتامى
وأولي القربى والمساكين حتى نستل منهم الحقد أو الحسد للوارث، أو الضغن على
المورث، ولا يكتفي الحق بالأمر برزق هؤلاء الأقارب واليتامى والمساكين، ولكن يأمر
أن نقول لهم: قولا معروفا، مثل أن ندعو الله لهم أن يزيد من رزقهم، وأن يكون لهم
أموال وأن يتركوا أولادا ويورثوهم.)([8]).
وكل شيء يكون
سببا في تفريق المسلمين أو خلق التنازع بينهم والإضرار بهم فالتخريب والهدم حكمه
في الإسلام ولو كان مسجدا قال تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ
الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ
وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ
لَكَاذِبُونَ (107) لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى
مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ
يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [التوبة: 107 - 108]، (كان أناس من المنافقين من أهل قباء اتخذوا مسجدا
إلى جنب مسجد قباء، يريدون به المضارة والمشاقة بين المؤمنين، ويعدونه لمن يرجونه
من المحاربين لله ورسوله، يكون لهم حصنا عند الاحتياج إليه، فبين تعالى خزيهم،
وأظهر سرهم فقال: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا} أي: مضارة للمؤمنين ولمسجدهم الذي يجتمعون فيه {وكفرا} أي: قصدهم فيه الكفر، إذا قصد غيرهم الإيمان.
{وتفريقا بين المؤمنين} أي: ليتشعبوا ويتفرقوا ويختلفوا، {وإرصادا} أي: إعدادا {لمن حارب الله ورسوله من قبل} أي: إعانة للمحاربين لله ورسوله، الذين تقدم حرابهم واشتدت عداوتهم، وذلك
كأبي عامر الراهب، الذي كان من أهل المدينة، فلما قدم النبي (‘) وهاجر إلى المدينة، كفر به، وكان متعبدا في الجاهلية، فذهب إلى المشركين
يستعين بهم على حرب رسول الله (‘).
فلما لم يدرك
مطلوبه عندهم ذهب إلى قيصر بزعمه أنه ينصره، فهلك اللعين في الطريق، وكان على وعد
وممالأة، هو والمنافقون. فكان مما أعدوا له مسجد الضرار، فنزل الوحي بذلك، فبعث
إليه النبي (‘) من يهدمه ويحرقه، فهدم وحرق، وصار بعد ذلك مزبلة)([9]).
وقد قص الله
علينا القصص العظيمة لنعتبر بها؛ ففيها جملة من التعاملات الراقية في كيفية إدارة
الأزمات والخلاص من المشكلات منها:
قصة إبراهيم (’) مع أبيه:
لقد تنوعت
أساليب خليل الله (’) في التعامل؛ فتعامله مع أبيه يختلف عن تعامله مع قومه،
فهنا دعا أباه بالحكمة والبرهان، بلين ورفق، بأدب ورويّة؛ ولكنّ أباه عامله بنقيض
ذلك: هدده واستصغره وطرده.. فكانت: مشكلة؛ بل أزمة بالنسبة لإبراهيم (’) ولكنه تعامل معها بحكمة، وخرج منها منتصرا على شيطانه وشيطان أبيه.
قال تعالى:{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَاإِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ
تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا (46) قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ
سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ
وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ
بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ
دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا
(49) وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ
عَلِيًّا} [مريم: 46 - 50]، (قال أراغب أنت عن آلهتى يا إبراهيم؟)
أي أتكره آلهتي، ولا ترغب فى عبادتها يا إبراهيم؟.
(لئن لم تنته
لأرجمنك واهجرنى مليا) أي لئن لم تنته عما أنت فيه من النهى عن عبادتها والدعوة
إلى ما دعوتنى إليه، لأرجمنك بالحجارة، فاحذرنى وابعد عنى بالمفارقة من الدار
والبلد دهرا طويلا.
وقد قابل الأب
رفق الابن بالعنف، فلم يقل يا بنى كما قال الابن يا أبت، وقابل وعظه بالسفاهة، إذ
هدده بالشتم أو بالضرب بالحجارة بقوله: لئن لم تنته لأرجمنك.
وفى ذلك تسلية
للنبى (‘) وتأسية له بإبراهيم فيما كان يلقى من الأذى من قومه ويقاسيه منهم ومن عمه
أبى لهب من العنت والمكروه.
ولما سمع
إبراهيم (’) كلام أبيه أجابه بأمرين:
(قال سلام
عليك) أي سلمت منى لا أصيبك بمكروه ما لم أومر فيك بشىء، وهذا جواب الحليم للسفيه،
وفيه توديع ومتاركة ومقابلة للسيئه بالحسنة وزاد على ذلك أن قال: (سأستغفر لك ربى)
أي سأطلب لك من ربى الغفران، بأن يوفقك للهداية، وينير بصيرتك لقبول الحق، ويرشدك
إلى ما فيه الخير.)([10]).
ومنها قصة ذي القرنين (¢):
قال تعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا
لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَاذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ
يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا
عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي
فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ
رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ
قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ
قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} [الكهف: 93 - 97].
يظهر من القصة
أن كثيرا من الأزمات ممكن حلها بغير القوة، والحكمة تحل كل معضلة؛ فذو القرنين كان
يملك العدة والعدد، ولكنه لم يذهب لقتال يأجوج ومأجوج؛ لأن المسألة ممكن حلها بغير
قتال فبدل من أن تزهق الأرواح الكثيرة بنى سدا وقطع به دابر الكافرين، فسلم وسلم
جيشه وسلمت القبائل المجاورة لهم.
ومنها قصة يوسف (’):
{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ
يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى
إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ
مُبِينٌ} [يوسف:4- 5]، قصَّ يوسف (’) هذه الرؤيا على أبيه في طفولته فعلم يعقوب (’) منها علو كعبه وشرف منزلته في
المستقبل فأراد أن يحافظ على سلامة يوسف (’) من كيد إخوانه -لو سمعوا برؤياه- فنهاه عن إخبارهم بها
الى أن يظهر تأويلها. إذن فدفع مثل هذه المشكلة إنما يكون بالكتمان.
ومنها قوله تعالى: {وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا
عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ
اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
(23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا
الْمُخْلَصِينَ (24) وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ
وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ
بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ
رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ
قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ
قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا
رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ
كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ
إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ} [يوسف: 23 - 29].
بيّن الله عزوجل لنا في هذه الآيات أن يوسف (’) وقع في أزمة حاكتها له امرأت العزيز حملها على هذا
التصرف عشقها ليوسف (’) فهو في غرفة سيدة القصر وقد غلّقت عليه جميع الأبواب ثم طلبت منه الفاحشة
-هذه من أعظم الأزمات بالنسبة للصالحين- ولكن يوسف تعامل مع هذه الأزمة بتذكيرها
بأنه لا يخون من عامله بالحسنى -يقصد زوجها- ثم وعظها وبين لها أن الظالم عاقبته
وخيمة فلما تيقن إصرارها على فعل الفاحشة تعامل مع هذه الأزمة بالفرار منها! نعم
فبعض الأزمات لا يمكن أن تنجو منها الا بالفرار منها كما فعل يوسف الصديق (’).
وقوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي
الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ
وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ
ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ
الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا} [طه: 97، 98]، تعامل موسى (’) مع أزمة عبادة العجل بحزم وصرامة فغضب عليهم وعاتبهم
وهددهم ثم انتقل الى العجل فجعله أثرا بعد عين حرّقه ثم رماه في البحر لكي لا
ينظروا اليه مرة أخرى فيتذكروا شركهم ويعبدوه مرة أخرى ثم بين لهم التوحيد الخالص
ودعاهم اليه.
{فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ
مَكَانًا قَصِيًّا} [مريم: 22]، فهذه أزمة حصلت لمريم
عليها السلام من يصدقها إذا رأوا حملها أنه بكلمة الله وتقديره وأن هذا الحمل ليس
له أب فرأت أن العزلة عن قومها مناسبة لمثل هذه الأزمة فخرجت واعتزلتهم حتى أنجبت
فكان خلاصها باعتراف عيسى (’) في مهده!
ومنها قصة سليمان (’):
{وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (30) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ
الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (31) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ
ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ
مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ} [ص: 30 - 33]، (يعني أنها إذا وقفت
كانت ساكنة مطمئنة في مواقفها على أحسن الأشكال، فإذا جرت كانت سراعا في جريها،
فإذا طلبت لحقت، وإذا طلبت لم تلحق)([11]). ومثل هذه الخيل تشد الانتباه فيسرح
معها الخيال وينتهي معها الوقت بسرعة وهذا ما حصل مع نبي الله سليمان (’) فجمالها شد انتباهه حتى ذهبت عليه
صلاة العصر في وقتها-إن صح هذا التأويل- فعقر خيله بسيفه لكي لا يقع في نفس
المشكلة. فقَطْع دابر المشكلة يسلّم المرء من الوقوع فيها.
ومنها قصة بلقيس مع سليمان (’):
قال تعالى-إخبارا عن قولها لقومها-: {قَالَتْ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
(29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(30) أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (31) قَالَتْ يَاأَيُّهَا
الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى
تَشْهَدُونِ (32) قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ
وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ (33) قَالَتْ إِنَّ
الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا
أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ
بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } [النمل: 29 - 35]، فكانت أعقل من مستشاريها هم عرضوا عليها الحرب وهي
دفعته بالسلم فكانت النتيجة طيبة.. وليس كل شيء ممكن أخذه بالقوة؛ بل يؤخذ بالحكمة
والرويّة، ودفع الشر –بالدبلوماسية- أحيانا يكون أسلم من دفعه بالقوة.
EEE
أساسيات تعين على إدارة الأزمات:
· أن تعلم أن كل
شيء بقدر (وأَنَّ مَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ، وَأَنَّ مَا أَخْطَأَكَ
لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ).
· الدعاء والتوسل
الى الله للخلاص مما يصيبك من الأزمات.
· الزم الصبر
فإنه مفتاح الفرج.
· تحديد نوع
المشكلة أو الأزمة ثم التعامل معها على هذا الأساس.
· استشر من يحفظ
سرك ويغيظه حزنك.
· اكتم ما تستطيع
كتمانه مما يحدث لك من المشكلات فبعض الناس يزيد في بلاءك إن سمع به.
· اذا أحزنك أمر
فافزع الى الصلاة؛ لأنها صلتك بالله، وكلما ازدادت صلتك بالله كلما أيس منك
الشيطان فلا يحزنك.
· ادفع السيئة
بالحسنة والإساءة بالحسنى تكسب الجولة.
· اذا سمعت اللغو
فأعرض عنه ينشرح صدرك، وإذا أسمعك الجاهل ما يؤذيك فسلم عليه تسلم.
· اتخاذ البطانة
السيئة تغرقك في المصائب، وتدخل عليك الهموم فلا تصاحب الا مؤمن.
· من نظر اليك
متحسرا طامعا فيما عندك فلا تفارقه حتى تقطع حسرته بكرمك.
· لا تجلس في
مكان لا تحبه، ولا تجالس من لا يرغب فيك.
· اللطف مع الناس
يقطع أذيتهم عنك، والكلمة الطيبة تصرع العدو.
· اذا استطعت أن
تحل مشكلتك بالأسهل فلا تصير الى الأصعب.
· قوة إرادتك لا
تحل المشاكل حتى تلجأ الى الله.
· اقطع الأزمة من
أساسها؛ فموسى حرق العجل ورماه في البحر حتى لا ينظر اليه قومه فيتذكروه وقد
يعبدونه.
· فارق المكان
الذي يسبب لك المشاكل.
· كل شيء يلهيك
عن ذكر الله فلا تتأخر بتركه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق