الاثنين، 22 يونيو 2020

المعالم الاثرية لمكة المكرمة والمدينة المنورة




بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم النبي المصطفى الأمين وعلى آله وأزواجه وأصحابه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا أما بعد:

مكة المكرمة والمدينة النبوية المنورة من أقدس البقاع عند المسلمين وفيها آثار عظيمة حدثت عندها وقائع كتب عنها أهل المشرق والمغرب لغرابتها وعجيب صنع الله لها. وهذه الآثار والأماكن المقدسة: منها ماله تعلق بالمناسك، ومنها ما يتعلق بالعبادة، ومنها ما يتعلق بتدبر تاريخ المسلمين وسيرة نبي الرحمة عليه الصلاة وأتم التسليم.

لذا كتب عنها العلماء والمؤرخون على مرّ العصور بل بعضهم رحل شهورا من أجلها! وقد تنوعت كتاباتهم، وتباينت طرقهم، فمنهم المكثر ومنهم المقلّ. وقد رأيت أن أكون حلقة ضمن هذه السلسلة المباركة ولكن بطريقة تحاكي العصر الحديث. فجعلته كتابا مصورا لكي يكون أرسخ للمعلومة التي تقرأ وأمتع للعقل. وهذه الطريقة من التأليف المصور لا حرج فيها شرعا وقد درج عليها كثير من العلماء في عصرنا.

وقد اعتمدت في توثيق المعلومات على مراجع متخصصة في هذا الجانب وأحيانا يكون النقل من مواقع متخصصة أيضا.

ومن الله التوفيق وعليه اعتمادي والحمد لله رب العالمين.

كتبه: عمر العبد الله

3 جمادى الأولى 1441ه

الموافق: 29/ 12/ 2019


 

معالم مكة المكرمة (شرفها الله)

$ أول من بنى الكعبة؟

اختلف المؤرخون والعلماء في أول من بنى الكعبة على أقوال أحدها: أن من بناها الملائكة، وثانيها: آدم (’)، وثالثها: شيث، ورابعها: إبراهيم (’). ولعل أقوى الأقوال الثاني والرابع. قال ابن حجر (¬): (.. قد وجدت ما يؤيد قول من قال إن آدم هو الذي أسس كلا من المسجدين فذكر بن هشام في كتاب التيجان أن آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس وأن يبنيه فبناه ونسك فيه وبناء آدم للبيت مشهور وقد تقدم قريبا حديث عبد الله بن عمرو أن البيت رفع زمن الطوفان حتى بوأه الله لإبراهيم وروى بن أبي حاتم من طريق معمر عن قتادة قال وضع الله البيت مع آدم لما هبط ففقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فقال الله له يا آدم إني قد أهبطت بيتا يطاف به كما يطاف حول عرشي فانطلق إليه فخرج آدم إلى مكة وكان قد هبط بالهند ومد له في خطوه فأتى البيت فطاف به وقيل إنه لما صلى إلى الكعبة أمر بالتوجه إلى بيت المقدس فاتخذ فيه مسجدا وصلى فيه ليكون قبلة لبعض ذريته)([1]).

وقال الرازي (¬): (الأكثرون من أهل الأخبار على أن هذا البيت كان موجودا قبل إبراهيم (’) على ما روينا من الأحاديث فيه واحتجوا بقوله: وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت فإن هذا صريح في أن تلك القواعد كانت موجودة متهدمة إلا أن إبراهيم (’) رفعها وعمرها)([2]).

$ الكعبة أول بيت وضع للناس

قال تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ } [آل عمران: 96] قال الطبري (¬): (ومعنى ذلك: إن أول بيت وضع للناس، أي: لعبادة الله فيه =مباركًا وهدًى، يعني بذلك: ومآبًا لنُسْك الناسكين وطواف الطائفين، تعظيما لله وإجلالا له =للذي ببكة = لصحة الخبر بذلك عن رسول الله (‘))([3]).

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ (¢)، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ((أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟، قَالَ: ثُمَّ المَسْجِدُ الأَقْصَى قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: " أَرْبَعُونَ، ثُمَّ قَالَ: حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ، وَالأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ ))([4]).

$ فضائل الحرم المكي

للحرم فضائل كثيرة وردت في الكتاب والسنة منها: قوله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [النمل: 91] قال الطبري رحمه: (وهي مكة (الَّذِي حَرَّمَهَا) على خلقه أن يسفكوا فيها دما حراما، أو يظلموا فيها أحدا، أو يصاد صيدها، أو يختلى خلاها دون الأوثان التي تعبدونها أيها المشركون)([5]). (وكذلك أضاف الربوبية الى البلدة على سبيل التشريف)([6]).

ومنها: قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } [القصص: 57]. (وذلك أن العرب كانت في الجاهلية يغير بعضهم على بعض، ويقتل بعضهم بعضا، وأهل مكة آمنون حيث كانوا بحرمة الحرم، فأخبر أنه قد أمنهم بحرمة البيت، ومنع عنهم عدوهم، فلا يخافون أن تستحل العرب حرمة في قتالهم)([7]).

ومنها: حديث ابْنِ عَبَّاسٍ (ƒ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘) يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ: ((إِنَّ هَذَا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ لاَ يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلاَ يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلاَ يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا))([8]).

ومنها: حديث أَنَس بْن مَالِكٍ (¢)، عَنِ النَّبِيِّ (‘)، قَالَ: ((لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ، وَالمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ، إِلَّا عَلَيْهِ المَلاَئِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ المَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ، فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ))([9]).

ومنها: محبة النبي (‘) لها فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘) لِمَكَّةَ: ((مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ))([10]).

ومنها: أنه لا يمكن للكفار غزوها لحديث الْحَارِثِ بْنِ مَالِكِ ابْنِ الْبَرْصَاءِ (¢) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (‘) يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ يَقُولُ: ((لَا تُغْزَى مَكَّةُ بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ أَبَدًا))([11]). قَالَ سُفْيَانُ (تَفْسِيرُهُ عَلَى الْكُفْرِ).

ومنها: أن الله يحفظه من عبث العابثين وتخريب المخربين فعن عَائِشَة (~)، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((يَغْزُو جَيْشٌ الكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ. قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نِيَّاتِهِمْ))([12]).

ومنها: أن أجر الصلاة في الحرم المكي يضاعف الى مائة ألف صلاة فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ))([13]).

+++

 

 

 

$المسجد الحرام

 +الكعبة: هي قبلة المسلمين ولا تقبل صلاة الا بالتوجه اليها.

·      والكعبة لها أربعة أركان: الركن الشرقي، وفيه الحجر الأسود، والركن اليماني، من جهة الجنوب، ثم الركن الغربي الذي يلي حِجْر إسماعيل ويسمى الشامي، والركن العراقي الذي يقع في جهة العراق.

·      وفي داخل الكعبة ستة أعمدة فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ: (( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (‘) دَخَلَ الكَعْبَةَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَبِلاَلٌ، وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ الحَجَبِيُّ فَأَغْلَقَهَا عَلَيْهِ، وَمَكَثَ فِيهَا، فَسَأَلْتُ بِلاَلًا حِينَ خَرَجَ: مَا صَنَعَ النَّبِيُّ (‘)، قَالَ: جَعَلَ عَمُودًا عَنْ يَسَارِهِ، وَعَمُودًا عَنْ يَمِينِهِ، وَثَلاَثَةَ أَعْمِدَةٍ وَرَاءَهُ، وَكَانَ البَيْتُ يَوْمَئِذٍ عَلَى سِتَّةِ أَعْمِدَةٍ، ثُمَّ صَلَّى . وَقَالَ لَنَا: إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنِي مَالِكٌ، وَقَالَ: عَمُودَيْنِ عَنْ يَمِينِهِ))([14]).

(قد دل هذان الحديثان على أن البيت الحرام كان فيه ستة أعمدة حين دخله النبي - -، وكانت الأعمدة صفين، في كل صف ثلاثة أعمدة، فجعل النبي - - الأعمدة الثلاثة التي تلي باب البيت خلف ظهره، وتقدم إلى الأعمدة المتقدمة، فصلى بين عمودين منها)([15]).

+ أسماء الكعبة

عن ابن أبى نجيح قال: (إنما سمّيت «الكعبة» لأنها مكعّبة على خلقة الكعب)([16]).

1.  بكة: لأنها تبكّ أعناق الجبابرة([17]).

2.  البيت العتيق: لأن الله أعتقها من الجبابرة؛ فلا يتجبرون بها إذا طافوا([18]).

3.  القبلة.

4.  البيت الحرام. وقيل غير ذلك.

+ الحجر الأسود

بعض ما جاء فيه:

·      عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘) فِي الحَجَرِ: ((وَاللَّهِ لَيَبْعَثَنَّهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ لَهُ عَيْنَانِ يُبْصِرُ بِهِمَا، وَلِسَانٌ يَنْطِقُ بِهِ، يَشْهَدُ عَلَى مَنْ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ))([19]): هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ.

·      عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ (‘) قَالَ: ((الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ))([20]).

·      وعَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ((الْحَجَرُ الْأَسْوَدُ مِنَ الْجَنَّةِ)) ([21]).

·      وعن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرٍو، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (‘) يَقُولُ: ((إِنَّ الرُّكْنَ، وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لَأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ))([22]): (هَذَا يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو مَوْقُوفًا قَوْلُهُ، وَفِيهِ عَنْ أَنَسٍ أَيْضًا وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبٌ).

+ مقام إبراهيم (’)

سبب التسمية: (.. ويحمل له إسماعيل الحجارة على رقبته، ويبني الشيخ إبراهيم، فلما ارتفع البناء، وشق على الشيخ إبراهيم تناوله قرب له إسماعيل هذا الحجر، يعني المقام، فكان يقوم عليه، ويبني ويحوله في نواحي البيت حتى انتهى إلى وجه البيت، يقول ابن عباس: فلذلك سمي مقام إبراهيم لقيامه عليه )([23])

ما جاء فيه:

·      قال تَعَالَى: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125].

·      قَدِمَ النَّبِيُّ (‘)، ((َفطَافَ بِالْبَيْتِ سَبْعًا، وَصَلَّى خَلْفَ المَقَامِ رَكْعَتَيْنِ، وَطَافَ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ، وَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ))([24]).

·      عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ (¢)، (( وَافَقْتُ رَبِّي فِي ثَلاَثٍ: فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَوِ اتَّخَذْنَا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى، فَنَزَلَتْ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]..)).

+ الملتزم

ما جاء فيه:

·      عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: «هَذَا الْمُلْتَزَمُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ»([25]).

·      عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ كَانَ يَتَعَوَّذُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْبَابِ»([26]).

·      عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَبْدِيِّ قَالَ: رَأَيْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ وَأَبَا جَعْفَرٍ، وَعِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، «يَلْتَزِمُونَ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَبَابِ الْكَعْبَةِ، وَرَأَيْتُهُمْ مَا تَحْتَ الْمِيزَابِ فِي الْحِجْرِ»([27]).

+ الميزاب

·      (ميزاب الكعبة في وسط الجدر الذي يلي الحجر بين الركن الشامي والركن الغربي يسكب في بطن الحجر، وذرع طول الميزاب أربعة أذرع، وسعته ثمانية أصابع في ارتفاع مثلها، والميزاب ملبس صفايح ذهب داخله وخارجه)([28]).

·      عَنْ عَطَاءٍ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَامَ تَحْتَ مِيزَابِ الْكَعْبَةِ فَدَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ وَخَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»([29]).

·      قال الماوردي (¬): (ويختار أن يدخل الحجر ويدعو تحت الميزاب فقد روي عن رسول الله - - قال: ما أحد يدعو عند الميزاب إلا استجيب له. وروي عن الحسن البصري أنه قال أقبل عثمان بن عفان (¢) ذات يوم فقال لأصحابه ألا تسألوني من أين جئت؟ قالوا: ومن أين جئت يا أمير المؤمنين؟ قال: ما زلت قائما على باب الجنة، وكان قائما تحت الميزاب يدعو الله عنده، وقد روى جعفر بن محمد عن أبيه أن النبي - - كان يقول إذا حاذى ميزاب الكعبة وهو في الطواف اللهم إن أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب)([30]).

 

+++

 

 

 

 

+ الحطيم

سبب تسميته:

 (اختُلف في الحطيم وفي سبب تسميته بذلك:

فقيل: إنه ما بين الحَجَر الأسود ومقام إبراهيم (’) وزمزم وحِجْر إسماعيل (’)، وهو مقتضى ما حكاه الأزرقي عن ابن جريج.

وفي كتب الحنفية: أن الحطيم الموضع الَّذي فيه الميزاب.

قال الإمام أحمد: يأتي الحطيم وهو تحت الميزاب فيدعو.

وعن ابن عباس قال: الحطيم: الجدر.

قال المحبّ الطبري: يعني جدار حجر الكعبة.

وقيل: إنما سُمِّي الحطيم لأن الناس كانوا يحطِمون هنالك بالأيمان فقلَّ مَن دعا هنالك على ظالم إلَّا هَلَك، وقلَّ مَن حلف هنالك إلا عُجِّلت له العقوبة.)([31]).

$ حدود الحرم المكي

للحرم المكي حدود تحيط به، وقد نصبت عليها أعلام في جهات خمس.

·      وهذه الاعلام أحجار مرتفعة قدر متر، منصوبة على جانبي كل طريق.

·      فحده - من جهة الشمال " التنعيم " وبينه وبين مكة 6 كيلو مترات.

·      وحده من جهة الجنوب " أضاه " بينها وبين مكة 12 كيلومترا.

·      وحده من جهة الشرق " الجعرانة " بينها وبين مكة 16 كيلو مترا.

·      وحده من جهة الشمال الشرقي " وادي نخلة " بينه وبين مكة 14 كيلو مترا.

·      وحده من جهة الغرب " الشميسي " بينها وبين مكة 15 كيلو مترا.

قال محب الدين الطبري: (عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: نصب إبراهيم أنصاب الحرم يريه جبريل (’). ثم لم تحرك حتى كان قصي، فجددها. ثم لم تحرك حتى كان النبي (‘). فبعث عام الفتح تميم بن أسيد الخزاعي فجددها. ثم لم تحرك حتى كان عمر، فبعث أربعة من قريش. محرمة بن نوفل، وسعيد بن يربوع، وحويطب بن عبد العزى، وأزهر ابن عبد عوف. فجد دوها ثم جددها معاوية. ثم أمر عبد الملك بتجديدها)([32]).

+ أجمع الفقهاء على أن المعتمر المكي لا بد له من الخروج إلى الحل ثم يحرم من الحل ليجمع في النسك بين الحل والحرم. وهناك أماكن في الحل اشتهرت يحرم منها أهل مكة وهي:

 

 

+ التنعيم: (سمي التنعيم بهذا الاسم لأن الجبل الذي عن يمين الداخل يقال له ناعم والذي عن اليسار يقال له منعم أو نعيم والوادي نعمان)([33]).

وفيه: أَنَّ النَّبِيَّ (‘) ((أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ (ƒ) أَنْ يُرْدِفَ عَائِشَةَ، وَيُعْمِرَهَا مِنَ التَّنْعِيمِ)).

·      والتنعيم: (فى حد الحرم من جهة المدينة النبوية هو أمام أدنى الحل، على ما ذكر المحب الطبرى، قال: وليس بطرف الحل. ومن فسره بذلك يجوز، وأطلق اسم الشيء على ما قرب منه. انتهى.)([34]).

·      والإحرام منه أفضل للعمرة بالنسبة لأهل مكة على رأي الحنفية.

·      مقتل زَيْد بْن الدَّثِنَةِ الْأَنْصَارِيُّ (¢) في التنعيم (عندما بعثه النبي (‘) في سرية عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، وخبيب، قتله نسطاس مولى صفوان بن أمية، فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل: أتحب أن محمدا مكانك، يضرب عنقه وأنك في أهلك؟ فقال: والله ما أحب أن محمدا في مكانه يصيبه شوكة تؤذيه، وأني في أهلي)([35]).

+ الجعرانة

·      الجعرانة: هو (الموضع الذى أحرم منه النبي (‘) لما رجع من الطائف بعد فتح مكة، وهو موضع مشهور، قال الباجى: إن بينه وبين مكة نحو ثمانية عشر ميلا)([36]).

·      الإحرام بالعمرة منه لأهل مكة هو الأفضل عند الشافعية لأن النبي (‘) أحرم منه في عمرته.

·      وفي الجعرانة قسم النبي (‘) غنائم حنين.

 

 

 

+ الحديبية

·      والحديبية في أصلها بئر وهو معروف بالشميسي وقد جف ماءها فأتاها النبي (‘)، فجلس على شفيرها، ثم دعا بإناء فيه ماء، فتوضأ، وتمضمض، ودعا، ثم صبه فيها، فتركناها غير بعيد، ثم إنه أصدرتنا ما شئنا نحن وركابنا([37]).

·      حصول أعظم حدث بالنسبة للصحابة في الحديبية وهو بيعة الرضوان. فعنِ البراءِ (¢) قالَ: ((تَعُدُّونَ أَنْتُمُ الْفَتْحَ فَتْحَ مَكَّةَ، وَقَدْ كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ فَتْحًا، وَنَحْنُ نَعُدُّ الْفَتْحَ بَيْعَةَ الرُّضْوَانِ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ؛ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - - أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِئَةً أو أَكْثَرَ)).

·      نزول سورة الفتح بعد الرجوع من الحديبية فعن قتادة، أن أنس بن مالك، حدثهم، قال: ((لما نزلت: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله} [الفتح: 2] إلى قوله {فوزا عظيما} [النساء: 73] مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة، وقد نحر الهدي بالحديبية، فقال: لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعا)).

·      من شهد الحديبية لا يدخل النار فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ, أَنَّ عَبْدًا لِحَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ (‘) يَشْتَكِي حَاطِبًا, فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((كَذَبْتَ, لَا يَدْخُلُهَا, إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالْحُدَيْبِيَةَ))([38]).

 

 

+++

 

 

$ المشاعر المقدسة

+ منى ومنها الجمرات

·      قيل سميت منى: (لأن جبريل حين أراد أن يفارق آدم (’) قال له: تمن, قال: أتمنى الجنة فسميت منى لأمنية آدم (’))([39]).

·      وهي اقرب المشاعر الى المسجد الحرام وفيها ثلاث مساجد والجمرات منها سوى العقبة.

·      ويوجد فيها ثلاث جمرات الجمرة الصغرى والجمرة الوسطى والجمرة الكبرى -العقبة- وهي من جهة مكة.

·      وحدها من وادي محسر الى العقبة وجمرة العقبة نسبة اليها، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَنَّهُ قَالَ: كُلُّ مِنًى إِذَا هَبَطْتَ مِنْ مُحَسِّرِ مَا صَعِدْتَ فِي بَطْنِ الْمَسِيلِ فَأَنْتَ فِي مِنًى إِلَى الْعَقَبَةِ عِنْدَ جَمْرَةِ الْعَقَبَةِ "([40]).

·      أحداث مهمة وقعت عند العقبة وهي البيعة الأولى: (فلما أراد الله إظهار دينه وإنجاز وعده خرج رسول الله -، في الموسم الذي لقي فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على القبائل كما كان يفعله، فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام.. ولما فشا الإسلام في الأنصار اتفق جماعة منهم على المسير إلى النبي - - مستخفين لا يشعر بهم أحد، فساروا إلى مكة في الموسم في ذي الحجة مع كفار قومهم واجتمعوا به وواعدوه أوسط أيام التشريق بالعقبة.

فلما كان الليل خرجوا بعد مضي ثلثه، مستخفين يتسللون حتى اجتمعوا بالعقبة، وهم سبعون رجلا، معهم امرأتان..)([41]).

+ عرفات

·      (وهي فسيح من الأرض محاط بقوس من الجبال يكون وتره وادي عُرَنة، فمن الشمال الشرقي يشرف عليها جبل أسمر شامخ، وهذا الجبل يسمى (جبل سعد) ومن مطلع الشمس يشرف عليها جبل أشهب أقل ارتفاعاً من سابقه ويتصل به من الجنوب، وهذا يسمى (ملحة) ومن الجنوب تشرف عليها سلسلة لاطئية سوداء تسمى (أم الرضوم) أما من الشمال إلى الجنوب الشرقي فيمر وادي عرنة -بالنون- وكل هذه الديار لقريش، وحدُّهُم وراء جبل ملحة من مطلع الشمس، وادٍ يسمى الوصيق، شرقه لهذيل وغربه لقريش، وبعرفات جبلها المشهور وهو أكمة صغيرة شبيهة بالبرث، يصعد عليها بعض الحجاج يوم الوقوف، وليس الوقوف على الجبل خاصة من [سنن] الحج، لقوله - -: وقفت ههنا - بعرفة وعرفة كلها موقف)([42]).

·      والوقوف بعرفة من أعظم أركان الحج، ومن فاته الوقوف بعرفة في الوقت المحدد له شرعا فقد فاته الحج وعليه الحج من السنة القابلة.

·      وعرفة خارج الحرم وأما منى ومزدلفة فمن الحرم.

 

+++

 

 

+ مزدلفة

·      تسمى المزدلفة من الازدلاف، وتسمى جمعاً لاجتماع الناس بها.

·      وحدودها: (من الشمال ثَبِير النِّصعْ وثَبِير الأحدب ومفجر مُزْدلِفَة، ومن الجنوب جبل مُكسر ووادي ضَبّ، بعضه، ومن الغرب وادي محسر وعليه علامات تنص بنهاية مزدلفة، ومن الشرق المأزمان وريع المرار وقسم من ثَبير النِّصع)([43]).

·      والمبيت بها من واجبات الحج، ومزدلفة كلها موقف، ويسن فيها القصر والجمع لصلاة المغرب والعشاء.

·      وفيه (قُزَح، هو أكمة بجوار المشعر الحرام في المزدلفة، وقد بني عليها قصر ملكي، والناس يصلون الفجر في المشعر الحرام، ويتحرون الإشراق هناك)([44]).

+ الصفا والمروة

·      هي أكمة من جهة جبل أبي قبيس كانت متصلة به ثم شقته الدولة ليكون مجرى للسيل في بداياته والان اصبح ما بينهما ساحة للمسجد الحرام وممر للناس.

·      والمروة: (أكمة صخرية بيضاء- متصلة بعمران مكة، وبعد التوسعة السعودية الأخيرة للمسجد الحرام عزل المسجد والمسعى عن بيوت السكن)([45]).

·      والسعي بين الصفا والمروة من أركان الحج قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 158].

·      ويشترط أن يبدأ بالصفا وينتهي بالمروة ويسعى بينهما سبعة أشواط.

·      (الحكمة في شرع هذا السعي الحكاية المشهورة وهي أن هاجر أم إسماعيل حين ضاق بها الأمر في عطشها وعطش ابنها إسماعيل (’) أغاثها الله تعالى بالماء الذي أنبعه لها ولابنها من زمزم)([46]).

$ المواقيت

وهي الأماكن التي حددها الشرع لمن أراد النسك وهي كما جاء: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ((إِنَّ النَّبِيَّ (‘) وَقَّتَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، وَلِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، وَلِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، وَلِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لَهُنَّ، وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الحَجَّ وَالعُمْرَةَ، وَمَنْ كَانَ دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ))([47]).

+ ذو الحليفة

(بالتصغير على وزن «جهينة» ويقال: ذو الحليفة: قرية بظاهر المدينة النبوية على طريق مكة، بينها وبين المدينة تسعة أكيال، تقع بوادي العقيق عند سفح جبل «غير» الغربي، ومنها تخرج في البيداء تجاه مكة، وتعرف اليوم «بيار علي» ، وهي ميقات أهل المدينة، ومن مرّ بها حاجا أو معتمرا، وبها مسجد الشجرة)([48]).

+ الجحفة

 (موضع بين مكة والمدينة، يقع شرق رابغ مع ميل إلى الجنوب على مسافة اثنين وعشرين كيلا، وهو ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا على المدينة ... وكان اسمها مهيعة، وإنما سمّيت الجحفة لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام، وهي في طريق هجرة النبي (‘))([49]).

وقال النبي (‘) فيها: ((اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا المَدِينَةَ كَحُبِّنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَصَحِّحْهَا، وَبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِهَا وَمُدِّهَا، وَانْقُلْ حُمَّاهَا فَاجْعَلْهَا بِالْجُحْفَةِ))([50]).

+ يلملم

 (يلملم وألملم أو يرمرم في اللغة: جبل على مرحلتين من مكة، ميقات اليمن.

ومدلول هذا اللفظ عند الفقهاء لا يخرج عن مدلوله اللغوي.

قال ابن نجيم: يلملم ميقات أهل اليمن، وهو مكان جنوبي مكة، وهو جبل من جبال تهامة على مرحلتين من مكة.

وقال الشرواني نقلا عن كردي: يلملم - بالتحتية المفتوحة - ويقال: ألملم ويرمرم: جبل من جبال تهامة جنوبي مكة، مشهور في زماننا بالسعدية، بينه وبين مكة مرحلتان)([51]).

+ قرن المنازل

 (ميقات أهل نجد قرن المنازل، ويسمى الآن بالسيل الكبير ويتصل الوادي بوادي المحرم ويمر معهما طريقان إلى مكة ومسافته في حدود (75) كيلو متر.

وهل يسمى بقرن الثعالب؟

نقول قيل بذلك، ولكن الصحيح أن قرن الثعالب غير قرن المنازل، فقرن الثعالب جبل مطل على عرفات، والمراد بنجد اسم لما يمتد من العراق إلى الحجاز شرقاً وغرباً، ومن اليمن إلى الشام جنوباً وشمالاً)([52]).

+ ذات عرق

 (قال المتقدمون: عِرْقٌ هو الجبل المشرف على ذات عِرْق، وسميت ذات عِرْق نسبة إليه. وقد تقدم معنا أنها مهل أهل العراق ومن مر بها من المسلمين، وكانت الضرائب تلاع تصب على ذات عرق فغلب اسمها ونسي اسم ذات عرق. وقد تقدم معنا هذا القول في الحديث عن الضريبة التي هي الميقات اليوم. ونسب إلى أهل ذات عرق:

ونحن بسهبٍ مشرف غير مُنجدٍ ... ولا مُتهمٍ فالعين بالدمع تَذْرِفُ

والمعروف أن ذات عرق منطقة جبلية وليست بسهب. ولا أدري لم تذرف العين لهذا الموقع؟!

تقع ذات عرق كما قدمنا في الشمال الشرقي من مكة على ثلاث مراحله يطؤها درب المنقَّى المعروف بدرب زبيدة، وهذه الراحل تخرج من مكة فأول مرحلة سُوْلة أو موضع بستان ابن معمر ملتقى النخلتين وقد يتفرق الحاج هنا فينزل بعضهم التنضب - عين- وبعضهم سولة وقد يحط بعضهم المضيق، والمضيق والتنضب متجاورتان، والمرحلة الثانية الباثة أو مكَّة الرَّقَّة، والبَاثَة ما كان يعرف بالغُمَير والثالثة الضَّريبة "ذات عرق)([53]).

 

+++

 

 

$ مساجد مكة المكرمة

سنتكلم بإيجاز عن أهم وأشهر المساجد في مكة (شرفها الله):

+ المسجد الحرام:

الصلاة في المسجد الحرام أفضل من غيره وأجره عظيم ومضاعف لحديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (ƒ)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ))([54]).

مراحل التوسعة التي مر بها المسجد :

التوسعة في عهد الخلفاء الراشدين :

لم يكن للمسجد الحرام منذ عهد الخليل (’) وحتى عهد رسول الله ? وعهد أبي بكر (¢) سور خاص به ، بل كانت الدور تحيط به من كل جانب ، تمتد بينها طرق ، تؤدي إلى الكعبة المشرفة ، وقد بقي الأمر على هذا الحال في أول الإسلام ، حتى اشترى عمر بن الخطاب (¢) ما قرب من الكعبة من دور ، وأدخلها في المطاف ، وجعل حولها جدارًا قصيرًا دون القامة ، وعمل سدًا عظيمًا بأعلى مكة في الجهة الشرقية الشمالية من الكعبة ؛ حماية للمسجد الحرام والكعبة من السيول العظيمة التي كانت تجتاحها .

ولما ضاق المسجد على المصلين في عهد عثمان (¢) اشترى بعض الدور ، وأدخلها في المسجد ، وذلك سنة ست وعشرين من الهجرة ، وجعل للمسجد أروقة .

هذا ما حصل في المسجد الحرام من بناء وتوسعة في عهد الخلفاء الراشدين .

أبرز التوسعات والأعمال العمرانية في العهود الإسلامية المختلفة :

توسعة عبد الله بن الزبير (ƒ) للمسجد الحرام وذلك سنة أربع وستين وخمس وستين واشترى دورًا من الناس وأدخلها في المسجد الحرام ، كما قام كما قام ببناء الكعبة على قواعد إبراهيم الخليل (’) .

ثم بناء عبد الملك بن مروان لما تهدم من المسجد الحرام بعض أجزائه ، بسبب قتال الحجاج لابن الزبير ، وجلب إليه السواري في البحر إلى جدة ، وسقفه بالساج وعمره عمارة حسنة ، كما أعاد بناء الكعبة على بناء قريش .

ثم توسعة وبناء الوليد بن عبد الملك بن مروان وذلك سنة 91 ç إذ نقض عمل أبيه وعمل عملاً محكمًا بأساطين الرخام ، وسقفه بالساج ، وأزّر المسجد من داخله بالرخام ، وجعل للمسجد شرفات .

وبقي المسجد الحرام على ذلك الحال ، حتى زاده الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور ؛ زيادة يسيرة في شقه الشامي ، وعمل منارة في الركن الغربي .

ثم أعقب ذلك الزيادة الكبرى والبناء العظيم الذي قام به الخليفة المهدي العباسي ، حيث أمر بشراء الدور التي في أعلى المسجد الحرام بين المسعى والمسجد من الجانب الشرقي ، وكذلك من الجوانب الأخرى ، وأدخلت هذه المساحات كلها توسعة للمسجد الحرام ، وبدأت التوسعة سنة 167 ç ، غير أن الخليفة المهدي وافته المنية قبل أن تكتمل هذه التوسعة ، فأكملها ابنه الخليفة موسى الهادي سنة 169-170 ç . وكانت توسعته أعظم توسعة وبناء ، فقد زاد في المسجد (12512) مترًا .

ثم حصل في المسجد الحرام إصلاحات وترميمات متعددة في عهود عدد من خلفاء بني العباس ، كان آخرها في عهد الخليفة المقتدر بالله سنة 306 ç .

وبقي المسجد من وقت عمارة المهدي لم يحصل له تجديد ولا توسعة تذكر مدة (810) سنوات ، سوى بعض الترميمات والتحسينات وبعض الزيادات اليسيرة .

عمارة العثمانيين للمسجد الحرام :

في عهد الخليفة العثماني السلطان سليم خان سنة 979 ç حصل في المسجد الحرام خلل وتصدع كبير ، بحيث لا ينفع معه أي علاج ، فأصدر السلطان أمره ببناء المسجد الحرام جميعه بغاية الإتقان والإحكام .

ولما فُرغ من بناء الجانبين الشرقي والشمالي توفي (¬)، وتولى ابنه السلطان مراد خان الخلافة فأصدر أمره بإكمال بناء المسجد الحرام ، حتى أكمل بناؤه بناء كاملاً على الشكل القائم الآن ، وذلك عام 984 ç ، وهو ما يسمى الآن بالرواق العثماني .

ثم تلا ذلك عدة ترميمات وإصلاحات في عهد الدولة العثمانية ، كان من أهمها بناء الكعبة المشرفة حينما تهدمت بسبب الأمطار ، وكان ذلك في عهد السلطان مراد خان ابن السلطان أحمد خان عام 1040 ç.

مميزات العمارة العثمانية :

أهم ما يميز عمارة الرواق العثماني أنه حل فيها القباب محل السقف الخشبي ، وأنشئت نتيجة لذلك العديد من الأعمدة الرخامية ، واستخدمت الأعمدة التي تبقت من عمارة المهدي ، وأعمدة من الحجر الشميسي ، وقد أصبح عدد الأعمدة بعد هذه العمارة (589) عمودًا ، موزعة على جميع جهات المسجد الحرام ، والعقود (881) عقدًا ، وضم المسجد (152) قبة ، موزعة على جهات المسجد الأربع ، و(232) طاجنًا بجوار القباب ، وعدد الأبواب (26) بابًا ، وبلغت مساحة المسجد الحرام في العمارة العثمانية (28003) أمتار مربعة .

وقد مرت التوسعة السعودية الأولى بأربع مراحل :

المرحلة الأولى : (1375-1381 ç) وشملت هذه المرحلة بناء المسعى بطابقيه ، ويبلغ طوله من الداخل (394.5م) وعرضه (20م) وارتفاع الطبقة (12م) . والثانية (9م) ، وتودى في الطابقين – باعتباره جزء من المسجد – الصلوات مع الجماعة ، وساعد هذا في التخفيف من الزحام ، وتم في وسط المسعى إنشاء حاجز قليل الارتفاع يقسمه إلى قسمين للذهاب والإياب ما بين المشعرين ، كما تم بناء درج دائري للصفا وآخر للمروة ، وجعل للطابق الأول من المسعى ثمانية أبواب على الواجهة الشرقية للشارع العام للدخول منها إلى المسجد الحرام ، وجعل للطبقة الثانية منه مدخلان من خارج الحرم ، أحدهما عند الصفا ، والآخر عند المروة ، كما جعل لهما مصعدان ، أحدهما عند باب السلام والآخر عند باب الصفا .

المرحلة الثانية : (1381-1389 ç) وتضمنت أعمال عمارة المسجد الحرام والجزء الخارجي من المبنى الجديد ، كما شملت هذه المرحلة توسعة منطقة المطاف، وعمل سلالم لبئر زمزم .

المرحلة الثالثة : (1389-1392) وتم خلالها بناء المكبرية ، وشق الطرق ، وإنشاء الميادين حول الحرم

المرحلة الرابعة : (1393-1396) وتضمنت تجديد الحرم القديم ، وتجديد أركانه الأربعة لإنشاء البوابات الثلاث الرئيسية .

التوسعة السعودية الثانية:

وقد تم المشروع على عدة مراحل نظرًا لضخامته :

المرحلة الأولى : تم إعداد الموقع بإحاطته بسياج من الألواح الخشبية والحديدية ، ثم تغيير مواقع الخدمات التي كانت في الموقع.

المرحلة الثانية: وقد تم في هذه المرحلة حفر المنطقة ونقل الأتربة والمخلفات.

المرحلة الثالثة : وقد تم فيها صب أساسات الجدران والأعمدة وكمرات الربط ، وربطت قاعدة التوسعة الثانية مع قواعد التوسعة الأولى بكمرات الربط المكونة من الخرسانة .

المرحلة الرابعة : بعد الفراغ من أعمال صب القواعد والأساسات أعيد الردم ورصد التربة وسويت حسب الأصول الهندسية ، ثم صبت الطبقة الخرسانية وحددت مسارات شبكات الصرف والتغذية الداخلية للمياه والتمديدات الكهربائية والتهوية والتكييف ومكافحة الحريق وغيرها من الأنظمة .

المرحلة الخامسة : وقد مدت في هذه المرحلة الخطوط الحديدية الخاصة بالتمديدات الكهربائية والتكييف .

المرحلة السادسة : وتم فيها بناء الطابق الأول وجدرانه وأعمدته وسقفه مماثلاً للطابق الأرضي في الشكل والصفة.

ويبلغ عدد الأعمدة للطابق الواحد بمبنى التوسعة خمسمائة وثلاثون (530) عمودًا دائريًا ومربعًا ، وقطر الأعمدة المستديرة (81) سم ، وطول ضلع الأعمدة المربعة (93) سم ، وارتفاع الأعمدة بالطابق الأرضي (430)م ، وبالطابق الأول (4.70) م من منسوب الأرض حتى نهاية التاج ، وتبلغ أبعاد القواعد الأربعة (102×102×54)سم.أما قواعد الأعمدة المستديرة فهي بعرض كلي (97)سم، وارتفاع (45) سم ، وجميع قواعد الأعمدة مكسوة بالرخام .

والواجهات الخارجية للتوسعة يبلغ ارتفاعها (23.57)م وهي محلاة بالزخارف ومكسوة بالرخام الرمادي المموج والحجر الصناعي مثل الواجهات الخارجية للتوسعة الأولى .

وتم ربط التوسعة الثانية بالتوسعة الأولى عن طريق فتحات واسعة ، وذلك بعد نقل مواقع الأبواب التي كانت قبل التوسعة الثانية في جهة السوق الصغير مع المحافظة على العناصر الإنشائية للتوسعة الأولى .

وقد انتهي من أعمال التوسعة رسميًا في 30/11/1413 ç .

توسعة المطاف:

في العهد السعودي -بعد توسعة سنة 1388 ç للمطاف- أصبح قطر المطاف (64.8م) على اعتبار أن الكعبة مركز القطر ، ويحيط به ممران متجاوران على محيط المطاف عرض كل منهما 2.5م ، وعلى ارتفاع 20سم . وقد أصبحت مساحة المطاف (3058 م2) حول الكعبة .

وفي توسعة عام 1399 ç ألغيت الحصاوي والمشايات ونقل المنبر والمكبرية وخفضت فوهة بئر زمزم أسفل المطاف بالقرب من المحيط الخارجي لدائرة المطاف ، فأصبحت سعة المطاف إلى حدود الحرم القديم بقطر (95.2م)، وأصبحت مساحة المطاف (8500 م2) » .

وفي عام 1424 ç تم تغطية مداخل قبو زمزم للاستفادة القصوى من صحن المطاف الذي يئن في فترات الزحام بالمعتمرين والحجاج ، وذلك بتسقيف مداخل القبو المؤدي للبئر ، وترحيل نوافير الشرب إلى جانب صحن المطاف ، حيث أدت هذه الأعمال إلى زيادة صحن المطاف بمقدار (400) متر مربع .)([55]).

 

مآذن الحرم المكي:

زخرفت وجهات الحرم المكي الشريف ب 13 مئذنة شامخة مرتبة على نحو جمالي متناسق مع البناء والتوسعة الحديثة للمسجد الحرام.

وقد وزعت هذه المآذن الثلاثة عشر على أبواب الحرم المكي الرئيسية، مئذنتان على باب الملك عبدالعزيز ومئذنتان على باب الملك فهد ومئذنتان على باب العمرة ومئذنتان على باب الفتح، وذلك كأكتاف بارزة للمدخل الرئيسي. ونتج عن ذلك أن ظهور المداخل الرئيسية بشكل جذاب يوحي بعظمة المكان. وقد تم استخدام ثماني مآذن في مجموع المداخل الرئيسية الأربعة، أما المئذنة التاسعة فقد وضعت على باب الصفاء.

ووضعت المئذنتان العاشرة والحادية عشرة، مئذنتين رئيستين على الباب الرئيس في التوسعة الجديدة، وهو باب الملك عبدالله، كما وضعت المئذنة الثانية عشرة في الركن الشمالي الشرقي والثالثة عشرة في الركن الشمالي الغربي ليصبح عدد مآذن المسجد الحرام بعد اكتمال التوسعة ثلاث عشرة مئذنة.

ويبلغ ارتفاع المئذنة الإجمالي حوالي 89 متراً. ويمكن تقسيم المئذنة إلى خمسة أجزاء وهي القاعدة - والشرفة الأولى - وعصب المئذنة - والشرفة الثانية - والغطاء)([56]).

 

+++

 

+ مسجد الخَيْف

جاء في فضله:

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): «صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا، مِنْهُمْ مُوسَى (‘)، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَعَلَيْهِ عَبَاءَتَانِ قِطْرَانِيَّتَانِ، وَهُوَ مُحْرِمٌ عَلَى بَعِيرٍ مِنْ إِبِلِ شَنُوءَةَ، مَخْطُومٍ بِخِطَامِ لِيفٍ لَهُ ضَفِيرَتَانِ»([57]).

عن حفصة بنت سيرين، قالت: (كانوا يستحبون أن ينزلوا بخيف الأيمن من منى)([58]).

تنبيه: يروى حديث: " «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الخيف ومسجد الحرام ومسجدي» ".

قال ابن حجر الهيتمي (¬): هو في الصحيح خلا مسجد الخيف.

رواه الطبراني في الأوسط، وفيه خثيم بن مروان، وهو ضعيف)([59]).

واقعة حدثت في مسجد الخيف:

عن جَابِرُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ (‘) حَجَّتَهُ، فَصَلَّيْتُ مَعَهُ صَلاَةَ الصُّبْحِ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ انْحَرَفَ فَإِذَا هُوَ بِرَجُلَيْنِ فِي أُخْرَى القَوْمِ لَمْ يُصَلِّيَا مَعَهُ، فَقَالَ: ((عَلَيَّ بِهِمَا، فَجِيءَ بِهِمَا تُرْعَدُ فَرَائِصُهُمَا، فَقَالَ: مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلاَ، إِذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ، فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ))([60]).

سبب التسمية:

قال الخطابي (¬): (الخيف: ما انحدر عن الجبل، وارتفع عن المسيل، وبه سمى مسجد الخيف)([61]).

وهو أحد أشهر مساجد مكة يقع في مشعر منى قرب الجمرات، وقد تمت توسعته وإعادة عمارته في سنة 1407 ç الموافق 1987 وبتكلفة قدرت بتسعين مليون ريال، تم فيه بناء أربع منائر، وزود أربعمائة وعشرة وحدات تكييف، وألف ومئة مروحة، وأنشأ خلف المسجد مجمع دورات المياه يوجد فيها أكثر من ألف دورة مياه وثلاثة آلاف صنبور للوضوء .، وبه عدد من الأروقة منها:

رواق القبلة: يوجد غرب المسجد، ويتكون من خمس صفوف من الأعمدة، في كل صفٍ 17 عموداً، ثم يليه فراغ من الناحية الشرقية، وبرواق القبلة قبتان، واحدة فوق أسكيب المحراب، وأخرى في ثلث رواق القبلة

الرواق الشرقي: في نهاية المسجد، ويبلغ عمقه نحو 15 م، وبه ثلاثة صفوف من الأعمدة، في كل صف 14 عموداً

الرواق الشمالي: عمق هذا الرواق 15م، وبه ثلاثة صفوف من الأعمدة، في كل صف 22 عموداً

الرواق الجنوبي: يتكون هذا الرواق من 5 صفوف من الأعمدة، في كل صف 14 عموداً، ويمتد بطول المسجد من الشرق إلى الغرب.

صحون المسجد: بالمسجد عدد من الصحون، روعي في توزيعها العمل على استيعاب أكبر عدد من ضيوف الرحمن؛ فيوجد صحن يلي الرواق الشمالي، ويفصلهُ عن الرواقين الأوسطين، كذلك صحن بين الرواق الجنوبي والرواقين الأوسطين، وصحن بين الرواق الشرقي والرواق الأوسط، وآخر يلي رواق القبلة)([62]).

 

 

+++

 

 

+ مسجد نَمِرة

وهو من المعالم المهمة في مكة عموما وفي مشعر عرفة على خصوصا، فيه يصلي الآف المصلين وتكون به الصلاة جمعا وقصرا-للمسافرين- يوم عرفة وهو بناء ضخم جدا تقدر مساحته ب(110000متر مربع، يستوعب 250000مصلي، فيه 6 مآذن وارتفاع كل مئذنة منها 60 مترا و3 قباب. (ومصلى عرفة هو الذي يقال له مسجد إبراهيم ومسجد عرنة بالنون ومسجد نمرة فهي أسماء لمسمى واحد وهو الذي على يمين الذاهب إلى عرفة)([63]).

قال النووي (¬): (وقال جماعة من الخراسانيين منهم الشيخ أبو محمد الجويني والقاضي حسين في تعليقه وإمام الحرمين والرافعي مقدم هذا المسجد-أي مسجد نمرة- من طرف وادي عرنة لا في عرفات وآخره في عرفات قالوا فمن وقف في مقدمه لم يصح وقوفه ومن وقف في آخره صح وقوفه قالوا ويتميز ذلك بصخرات كبار فرشت هناك قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح وجه الجمع بين كلامهم ونص الشافعي أن يكون زيد في المسجد بعد الشافعي هذا القدر الذى ذكروه والله أعلم)([64]).

+ مسجد التنعيم= مسجد عائشة (رضي الله عنها)

سمي مسجد التنعيم بهذا الاسم لأنه قرب وادي التنعيم، هو أحد أهم مساجد مكة المكرمة ويقع أدنى الحل يبعد عن المسجد الحرام 7كم وبني المسجد في الموضع الذي أحرمت منه أمنّا عائشة (~) للعمرة بأمر النبي (‘) وصحبة أخيها سنة 9 هجرية، وهو الآن أحد أهم مواقيت أهل مكة للعمرة، فيه مئذنة واحدة، والمسجد بني في عهد الخليفة المتوكل في عام 240 ç على مساحة 6 آلاف متر مربع، وتقدر مساحته الإجمالية اليوم: (84000متر مربع) مع المرافق التابعة له، ويستوعب نحو(15000 مصل) بتكلفة (100مليون ريال).

+ مسجد المشعر الحرام (مزدلفة)

هو أحد المساجد المهمة في مكة المكرمة يقع بين منى وعرفة وقد كان في السابق بناء مربعا بسيطا واليوم قائم ببناء حديث بمساحة تقدر (5040متر مربع) يتسع (لاثني عشر ألف مصل) بتكلفة تقدر ب( 5 مليون ريال) ويبلغ طوله (90 مترا وعرضه 56 مترا ) وفيه مئذنتان ارتفاع المئذنة 32 مترا.

 

 

 

+ مسجد الجعرانة

موضع أحرم منه النبي (‘) بعمرته فبني في موضعه مسجد الجعرانة، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي زِيَادٌ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ طَارِقٍ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ، اعْتَمَرَ مَعَ مُجَاهِدٍ مِنَ الْجِعْرَانَةِ، فَأَحْرَمَ مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي حَيْثُ الْحِجَارَةِ الْمَنْصُوبَةِ، قَالَ: «مِنْ هَاهُنَا أَحْرَمَ النَّبِيُّ (‘)» وَإِنِّي لَأَعْرِفُ أَوَّلَ مَنِ اتَّخَذَ هَذَا الْمَسْجِدَ عَلَى الْأَكَمَةِ، بَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ سَمَّاهُ، وَاشْتَرَى مَالًا عِنْدَهُ نَخْلًا، فَبَنَى هَذَا الْمَسْجِدَ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ طَارِقٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: اتَّفَقْتُ أَنَا وَمُجَاهِدٌ بِالْجِعْرَانَةِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ «الْمَسْجِدَ الْأَقْصَى الَّذِي مِنْ وَرَاءِ الْوَادِي بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى مُصَلَّى النَّبِيِّ (‘) مَا كَانَ بِالْجِعْرَانَةِ» قَالَ: فَأَمَّا هَذَا الْمَسْجِدُ الْأَدْنَى فَإِنَّمَا بَنَاهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَاتَّخَذَ ذَلِكَ الْحَائِطَ"([65]).

تبلغ مساحة المسجد وما يتبع له قرابة (ألف متر مربع)، ويستوعب (600 مصل ) ويبعد عن المسجد الحرام ( 25 كيلو ).

+ مسجد الشجرة

وهذا المسجد قد في مكة وقد حدثت في موضعه آية للنبي (‘) كما جاء من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ (¢)، قَالَ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (‘) وَهُوَ جَالِسٌ حَزِينٌ، وَقَدْ تَخَضَّبَ بِالدَّمِ مِنْ فِعْلِ أَهْلِ مَكَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ فَقَالَ جِبْرِيلُ (’): ((يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ تُحِبُّ أَنْ أُرِيَكَ آيَةً؟ قَالَ: «نَعَمْ»، فَنَظَرَ إِلَى شَجَرَةٍ مِنْ وَرَائِهِ فَقَالَ: ادْعُ بِهَا، فَدَعَا بِهَا، فَجَاءَتْ وَقَامَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: مُرْهَا فَلْتَرْجِعْ، فَأَمَرَهَا فَرَجَعَتْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): حَسْبِي حَسْبِي)).

 

+ مسجد الإجابة

(مسجد الإجابة على يسار الذاهب إلى منى في شعب بقرب ثنية إذاخر، وهو مسجد مشهور عند أهل مكة. يقال: إن النبي (‘) صلى فيه.. وإنه عمر في سنة عشرين وسبعمائة)([66]).

 

+ مسجد البيعة= مسجد العقبة

 (المسجد الذي يقال له مسجد البيعة، وهي البيعة التي بايع رسول الله (‘) فيها الأنصار بحضرة عمه العباس بن عبد المطلب (¢) على ما ذكر أهل الأخبار.

وهذا المسجد بقرب العقبة التي هي حد منى من جهة مكة، وهو وراء العقبة بيسير إلى مكة، في شعب على يسار الداخل إلى منى، وفيه حجران مكتوب في أحدهما: أمر عبد الله أمير المؤمنين أكرمه الله ببنيان هذا المسجد، مسجد البيعة التي كانت أول بيعة بايع فيها رسول الله (‘) الأنصار بعقد عقده له العباس بن عبد المطلب (¢))([67]).

فعَنْ جَابِرٍ، قَالَ: مَكَثَ رَسُولُ اللَّهِ (‘) بِمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ، يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ بعُكَاظٍ وَمَجَنَّةَ، وَفِي الْمَوَاسِمِ بِمِنًى، يَقُولُ: ((مَنْ يُؤْوِينِي؟ مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي، وَلَهُ الْجَنَّةُ؟ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، أَوْ مِنْ مِصْرَ - كَذَا قَالَ - فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ، فَيَقُولُونَ: احْذَرْ غُلَامَ قُرَيْشٍ، لَا يَفْتِنُكَ، وَيَمْشِي بَيْنَ رِجَالِهِمْ، وَهُمْ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ بِالْأَصَابِعِ، حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ لَهُ مِنْ يَثْرِبَ، فَآوَيْنَاهُ، وَصَدَّقْنَاهُ، فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَّا فَيُؤْمِنُ بِهِ، وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ، فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلَامِهِ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الْأَنْصَارِ إِلَّا وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، يُظْهِرُونَ الْإِسْلَامَ، ثُمَّ ائْتَمَرُوا جَمِيعًا، فَقُلْنَا: حَتَّى مَتَى نَتْرُكُ رَسُولَ اللَّهِ (‘) يُطْرَدُ فِي جِبَالِ مَكَّةَ وَيَخَافُ؟ فَرَحَلَ إِلَيْهِ مِنَّا سَبْعُونَ رَجُلًا حَتَّى قَدِمُوا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ، فَوَاعَدْنَاهُ شِعْبَ الْعَقَبَةِ، فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ حَتَّى تَوَافَيْنَا، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، علَامَ نُبَايِعُكَ، قَالَ: «تُبَايِعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ، وَالنَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ، وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَأَنْ تَقُولُوا فِي اللَّهِ، لَا تَخَافُونَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِي، فَتَمْنَعُونِي إِذَا قَدِمْتُ عَلَيْكُمْ مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ أَنْفُسَكُمْ، وَأَزْوَاجَكُمْ، وَأَبْنَاءَكُمْ، وَلَكُمُ الْجَنَّةُ» ، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ، وَأَخَذَ بِيَدِهِ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ، وَهُوَ مِنْ أَصْغَرِهِمْ، فَقَالَ: رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ، فَإِنَّا لَمْ نَضْرِبْ أَكْبَادَ الْإِبِلِ إِلَّا وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ (‘)، وَإِنَّ إِخْرَاجَهُ الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً، وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ، وَأَنَّ تَعَضَّكُمُ السُّيُوفُ، فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَى ذَلِكَ، وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللَّهِ، وَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَخَافُونَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ جَبِينَةً، فَبَيِّنُوا ذَلِكَ، فَهُوَ أَعْذَرَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، قَالُوا: أَمِطْ عَنَّا يَا أَسْعَدُ، فَو َاللَّهِ لَا نَدَعُ هَذِهِ الْبَيْعَةَ أَبَدًا، وَلَا نَسْلُبُهَا أَبَدًا، قَالَ: فَقُمْنَا إِلَيْهِ فَبَايَعْنَاهُ، فَأَخَذَ عَلَيْنَا، وَشَرَطَ، وَيُعْطِينَا عَلَى ذَلِكَ الْجَنَّةَ)).

 (وقع فيما ذكره شيخنا القاضي مجد الدين أن مسجد البيعة من منى وهو غير مُسَلَّم، لأنه من وراء العقبة التي هي حد منى بمقدار غلوة أو أكثر، ولعل من قال إن مسجد البيعة من منى يوهم أنه المسجد الذي عند جمرة العقبة وليس كذلك، لأن المعروف في مسجد البيعة أنه المسجد الذي من وراء العقبة الذي يكون على يسار الذاهب إلى منى، وبينه وبين منى المقدار الذي ذكرناه، وفي جداره القبلي حجران مكتوب فيهما أنه مسجد البيعة، والله أعلم)([68]).

 

+ مسجد الراية

 (لا زال معروفاً بالمعلاة، مقابل مصب شعب عامر، معموراً بالمصلين.

وقال الأزرقي: ومسجد بأعلى مكة عند الردم عند بير جبير بن مطعم يقال: إن النبي - - صلى فيه، وقد بناه عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن عبد الله بن عباس. وعلق محقق أخبار مكة على هذا قائلاً: ويسمى مسجد الراية، لأن النبي - -، ركز الراية في هذا الموضع يوم الفتح)([69]).

$ ما اشتهر من الجبال في مكة المكرمة

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (ƒ): " إِذَا رَأَيْتَ مَكَّةَ قَدْ بُعِجَتْ([70]) كِظَامًا وَرَأَيْتَ الْبِنَاءَ قَدْ عَلَا عَلَى رُءُوسِ الْجِبَالِ، فَاعْلَمْ أَنَّ الْأَمْرَ قَدْ أَظَلَّكَ "([71]). أي قربت الساعة.

وقد نصب الله الجبال حول الحرم كالسور والحماية لها –والله اعلم- وللأسف فإن ما يحصل اليوم من تهديم لها لظاهرة غير مرضية؛ لأن الجبال من معالم مكة فإذا هدمت هدمت أهم معالمها ونحن نخشى أن يأتي يوم يهدم فيه مهبط جبريل ونقطة التحول العظمى: التي تحول فيها النبي (‘) من إنسان عادي الى إنسان نبي ورسول، وتحولت فيه الأمّة من أمّة ذليلة الى {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}..

وسلسلة جبال مكة المكرمة لها قصص عظيمة وأحداث جسيمة وقعت لصاحب الرسالة السامية (‘) منذ أن بدأ الوحي الى أن خرج منها مهاجرا الى الله، والجبال هي:

+ جبل حِراء= جبل النور

هو أحد أهم جبال مكة التاريخية حطّ فيه جبريل (’)، وفيه نزلت أول كلمة من القرآن، ونبئ خير الناس محمد (‘). أي منه بزغ فجر الإسلام وانتهى الظلم و أسطورة الأوثان.

ويقع جبل النور: في شمال مكة على بعد خمسة كيلو مترات منها، وعلى يسار الذاهب إلى عرفات، وارتفاعه نحو 642 م. وهو مقابل لثبير والوادي بينهما، وهما على يسار السالك إلى منى، وحراء قبلي ثبير مما يلي شمال الشمس، وأما ثور فمن جهة الجنوب من على يمين الشمس.وفيه غار حراء الذي كان يتعبد فيه النبي (‘) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزل عليه نور الإسلام.

 

 

+ جبل ثور

تشرف هذا الجبل بصعود النبي (‘) عليه وتشرف غاره باختبائه (‰) فيه، بدئت رحلة الهجرة النبوية منه، وأما الغار الذي فيه فقد ذكره الله في كتابه ليس لشرف الحجر ولكن لضمه خليله (‘) وصاحبه (¢) {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

(وهو أحد الجبال الكثيرة المحيطة بمكة، وارتفاعه نحو 500 م، يقع جنوبي مكة، وعلى مسافة ستة أميال منها، وهو ملجأ النبي (’) وصاحبه أبي بكر أثناء الهجرة لمدة ثلاثة أيام).

 

 

+ جبل أبي قبيس

(إنما سمي أبا قبيس؛ أن رجلا أول من نهض البناء فيها كان يقال له أبو قبيس، فلما صعد فيه بالبناء سمي جبل أبي قبيس ويقال: كان الرجل من إياد ويقال: اقتبس منه الركن فسمي أبا قبيس، والأول أشهرهما عند أهل مكة)([72]).

وهو ما يقابل الصفا والصفا تكون في أصل جبل أبي قبيس على ما ذكر البكرى والنووى وغيرهما ويبلغ ارتفاعه 420 مترا.

وجاء فيه أَنَّ عَائِشَةَ (~)، زَوْجَ النَّبِيِّ (‘)، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ (‘): هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ، قَالَ: (( لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ، وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ العَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ، فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلَّا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ، ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ (‘): بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ، لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))([73]).

قال ابن حجر (¬): (قوله الأخشبين بالمعجمتين هما جبلا مكة أبو قبيس والذي يقابله وكأنه قعيقعان ومال الصغاني بل هو الجبل الأحمر الذي يشرف على قعيقعان ووهم من قال هو ثور كالكرماني وسميا بذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما والمراد بإطباقهما أن يلتقيا على من بمكة ويحتمل أن يريد أنهما يصيران طبقا واحدا)([74]).

+ جبل عرفة= جبل الرحمة

أشهر من نار على علم يتكرر ذكره كل عام لأنه يقع في موقف عرفة. وقف النبي (‘) في أصله عند الصخرات يدعو الله حتى غربت الشمس ومكان الصخرات غير معلومة. والصعود على الجبل فيه مشقة وليس من مناسك الحج ولا يشرع أصلا وخير الناس وقفوا عنده ولم يصعدوا عليه، والصعود عليه يحرم الحاج من بعض هذه الوقفة الثمينة.

يقع جبل الرحمة على الطَريق بين مكة وَالطائف، حيث يَبعُد عن مكة حوالي 22 كيلو متر وعلى بُعد 10 كيلو متر من منى و 6 كيلو متر من مزدلفة. ويبلغ ارتفاعه 454مترا.

+ جبل عمر

(قال محمد بن سعد: سألت أبا بكر بن محمد بن أبي مرة المكي، وكان عالما بأمور مكة، عن منزل، عمر بن الخطاب الذي كان في الجاهلية بمكة فقال: كان ينزل في أصل الجبل الذي يقال له اليوم: جبل عمر، وكان اسم الجبل في الجاهلية العاقر، فنسب إلى عمر بعد ذلك، وبه كانت منازل بني عدي بن كعب )([75]).

وقد أنشئت اليوم على الجبل مشاريع سكنية استثمارية كبيرة.

+ جبل ثَبير

 (جبل ثبير بمكة بقرب منى.. وهو الذي أهبط الله تعالى عليه الكبش الذي جعله فداء لإسماعيل (’)، والعرب تقول: أشرق ثبير كيما نُغِير.. ولم يختلفوا في أن هذا الجبل بمنى، وهو على يسار الذاهب إلى عرفة)([76]).

+ جبل قُعَيْقَعان

( هو الجبل الضخم المشرف على المسجد الحرام من الشمال والشمال الغربي، ممتداً بين ثنيتيْ: كَدَاء، وكُدًى -بالقصر- بين وادي إبراهيم شرقاً ووادي ذي طوى غرباً.

ولا يعرف اليوم اسم قعيقعان إنما يسمى بأسماء كثيرة: فطرفه الشمالي الغربي يسمى جبل العبادى، والشرقي المشرف على ثنية كَدَاء (الحُجُون) والمشرف على مقبرة المَعْلاه يسمى جبل السُّلَيمانية، نسبة إلى حي السليمانية المنسوب إلى الشيخ محمد بن سليمان المغربي، أما جزؤه الجنوبي فجبله يسمى (جبل هِندِي) وشرقه المتصل بريع الفلق -فلق ابن الزبير- إلى جوفه غيذم يسمى جبل الفلق، ويسمى طرفه المشرف على حارة الباب جبل المطابخ، وطرفه المشرف على ثنية كُدًى -بالقصر- ريع الرَّسَّام اليوم يسمى قرناً، وما أشرف على دحلة الموارعة بجرول يسمى جبل السودان، وبين الفلق والقرارة له عدة أجزاء: جبل القرارة، وجبل فلفلة، وجبل النَّقا.

وقال الأقدمون في سبب تسميته: إن جُرْهم وقَطُوراء -حيان سكنا مكة- تحاربت بمكة، فخرجت جرهم وعلى رأسها مضاض ابن عمرو الجرهمي من قُعَيْقِعَان فقعقع السلام، فسمي الجبل قعيقعان. وخرجت قَطوراء من أجياد على الخيل فسمي أجياد).

والمروة تكون في أصل جبل قعيقعان.

+++

$ ما اشتهر من الأودية في مكة

+ وادي محسِّر

(مُحَسِّر: بضم الميم، وفتح الحاء المهملة، وتشديد السين المهملة أيضاً، وآخره راء:

هو وادٍ صغير يأتي من الجهة الشرقية لثَبير الأعظم من طرف (ثَقَبَة) ويذهب إلى وادي عُرَنة -بالنونَ- فإذا مر بين مِنىً ومزدلفة كان الحد بينهما، فيتجه جنوباً، ويمر سيله عند عين الحُسَينية قبل أن يصب في عُرَنة وهو قبل ذلك يختلط بأودية المفاجر الثلاثة، فتصير وادياً واحداً، وقد عُمِر اليوم اجتماعها فصار حيّاً من أحياء مكة. ليست بمحسر زراعة ولا عمران، والمعروف منه للعامة ما يمر فيه الحاج بين مزدلفة ومنى، وله علامات هناك منصوبة، وكثير من الناس يركضون حتى يجتازوه، كما يركضون بين الصفا والمروة، إذا وصلوا بطن وادي إبراهيم.

وروي عن رسول الله - -، أنه قال: عرفة -بالفاء- كلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة -بالنون- وجمع كلها موقف، وارتفعوا عن بطن مُحسِّر. ويسمى محُسِّر (وادي النار) ويسمى (المُهلّل) وكان رسول الله - -، يوضع فيه راحلته، أي يحثها على العدو. وكان عمر يفعل كذلك، ويقول:

إليك تسعى قَلِقاً وضينُها ... مخالفاً دين النصارى دينُها

معترضاً في بطنِها جنينُها ... قد ذهب الشحم الذي يزينُها

وكان ابنه عبد الله يفعل ذلك إذا هبط بطن محسِّر.

ولا زالت ترى هذه السنة من المشاة، أما السيارات فليس إلى إركاضها سبيل ذلك اليوم إنما تدب دبيباً لكثرة الزحام)([77]).

 

+ وادي عرنة

 (عُرَنَه: بضم العين المهملة والراء ثم نون فهاء ..

وادٍ من كبار أودية مكة يتكون رأسه من شعبتين يمانية وتسمى البجيدي: وادٍ يلي جبل كبكب من الشمال، فيه نزل وزارعه على الضَّخّ الآلي، وأهله ذوو جازان الأشراف، وبه مركز إمارة يتبع قائمقام العاصمة، وشمالية وهي وادي حُنَين ويعرف اليوم بوادي الشرائع يشترك فيه الأشراف وهُذَيل، وأسفله واقع في حدود قريش، فإذا التقت الشعبتان على مرأى من عَلَمي طريق نجد شرقاً، سمي الوادي عُرَنة وكله واقع فى ديار قريش، وجل الأرض التي يسير فيها إلى عرفة تسمى المغَمّس.. ويتجه عُرَنة إلى الجنوب بين كبكب على يساره وجبال مكة على يمينه، فيمر بطرف عرفة من الغرب حيث يكون مسجد نَمِرة بعضه في عُرَنَة (بالنون) وتوهم بعض الباحثين وأهل المناسل أن عُرَنة -بالنون- هو فقط المكان الذي فيه المسجد .. وهذا خطأ، من أجله توسعنا في وصف عرنة. فإذا تجاوز عرفة -بالفاء- أخذ جنوباً غربياً فيأتيه من اليسار وادي نَعْمان وفي التقائهما تقع عين العابدية.. فإذا اجتمع الواديان أطلق اسم عُرَنة -بالنون- على الوادي كله فيمر جنوب مكة على أحد عشر كيلاً، ويعتبر منذ تجاوزه عرفة حتى جبال لبينات جنوب غربي مكة، حداً للحرم في هذه الناحية الواسعة: ثم يصب في البحر، قال أحدهم:

أبكاكَ دون الشِّعْب من عَرَفَات ... بمدفع آياتٍ إلى عُرَنَاتِ)([78]).

+ وادي حنين

(حنين تصغير حن.

يتردد ذكره كثيرا في السيرة، وغزوته من أشهر غزوات الرسول (‘) بعد بدر، كانت في السنة العاشرة، بعد الفتح. وهو واد من أودية مكة، يقع شرقها بقرابة ثلاثين كيلا، يسمى اليوم وادي الشرائع، وأعلاه الصدر - صدر حنين -، وماؤه يصب في المغمس فيذهب في سيل عرنة إذا كنت خارجا من مكة إلى الطائف على طريق اليمانية، لقيت الشرائع على (28) كيلا من المسجد الحرام، وهي عين وقرية نسب الوادي إليها، كانت عينها تسمى المشاش، وقد أجرتها زبيدة إلى مكة، ثم انقطعت عن مكة. ولا يعرف اليوم اسم حنين إلا الخاصة من الناس)([79]).

+ وادي يلملم

 (يَلَمْلَم: بفتح المثناة تحت وتكرار اللام والميم، ويقال فيه (ألملَم) وقد تقدم، وأهل الديار لا يقولون إلاّ (يَلَمْلم):

وادٍ فحل من أودية مكة الجنوبية متعدد الروافد كثير المياه يجري غيله على وجه الأرض، يأتي من السراة الواقعة على قرابة 30 كيلاً جنوب غربي الطائف، ثم يندفع غرباً في انحدار عميق بين صهاليج جبال، فيمر بالسَّعْدية: ميقات أهل اليمن على الطريق التهامي، ثم يصب في البحر جنوب جُدّة على مرحلتين. من أشهر روافده:

حُثُن، ووَلْيَان، وتَصِيل، ونمُار وشَكِيل، وشِرْيان، وغيرها..

سكانه اليوم في أعلاه (فَهْم) وفي أسفله (الجَحَادِلَة) من بني شُعْبة من كنانة، وسيله يمر جنوب مكة على مائة كيلا)([80]).

+ وادي سرف

(سَرِف: بفتح السين وكسر الراء وآخره فاء: وادٍ كبير من روافد مر الظهران، يسيل من جبل أظلم وما حوله، وفيه هناك الجعرانة، ثم ينحدر فيسمى وادي الزاوية، نسبة إلى زاوية أقامها السنوسي هناك وعليها مزرعة، ثم ينحدر فيسمى وادي الوسيعة، وفيه زراعة على آلات الضخ، ثم يقطعه طريق مكة إلى المدينة شمال مكة على اثني عشر كيلاً، ثم يصب في مرّ الظَّهْران عند دف خُزَاعة، فيه منهل النوارية على الطريق، وفيه قريتان لقبيلة بني لحيان التي تسمى ديارها اللحيانية، وهي الأرض الممتدة بين مكة ومر الظهران، وفي سرف قبر السيدة ميمونة بنت الحارث أُمِّ المؤمنن، وفي هذا المكان بنى بها رسول الله - - سنة سبع للهجرة، ثم ماتت بنفس المكان. ويبلغ وادي سرف "36" كيلاً طولاً، كله لقبيلة لحيان)([81]).

+ وادي نَعْمان

(نعمان: وادٍ من أكبر أودية مكة المكرمة، تأتي أعلى نواشغه من طود الحجاز حيث جبال: كرا، وعَفَار، وتَفْتَفَان، وغيرها، حيث تتكون أعظم روافده، مثل: الضَّيْقة، والكُرّ، والشَّرى، ويَعْرِج. وتسمى صدورة (الصُّدَّر) وله روافد كبار أثناء مسيرته، منها: عَرْعَر، وصَار، وَرهْجَان، وكلها عن يساره، وبُرْم، والوَصِيق عن يمينه، وتصب فيه مياه جبال شوامخ مثل: كبكب من اليمين، وبلم والخشاع وقرظة من الشمال، وكل هذه الديار لهذيل اليمن ثم ينحدر وادي نَعْماَن بشكل شبه مستقيم فيمر جنوب عَرَفة على مرأى منها، فإذاً تجاوزها اجتمع بوادي عُرَنة (بالنون) ثم يفقد نَعْماَن اسمه ويصبح الاسم لعرنة. وزراعته كلها عثرية عدا بعض العيون التي كانت فيه، وقد نضب بعضها. ومن هذه العيون: عين زُبَيدة، وهي سقيا أهل مكة وليست للزراعة، وعين سمار: كانت جنوب عرفة ترى منها، ثم جفت، وعين العابِديّة، وقد انقطعت اليوم وكانت جنوب غربي عرفة.

ثم حفرت في نعمان آبار كثيرة أخذت تنتج زراعات طيبة، وصدور نعمان وجباله مشهورة بجودة العسل، وقد أكثر شعراء العرب من ذكر نَعْماَن، وهناك نعمانات أُخَر في بلاد العرب تشاركه الشعر، غير أن نعمان مكة أشهرها وأوفرها حظاً فيه)([82]).

$ شعاب مكة

(الشعب: بالكسر، واحد الشعاب، للطريق بين جبلين أو ما انفجر بينهما، أو مسيل الماء في بطن من الأرض له جرفان مشرفان وأرضه بطحة، وقد يضاف إلى عدد من الأماكن والأسماء)([83]).

+ شعب أبي طالب

(هو الشعب الذي أوى إليه رسول الله وبنو هاشم لما تحالفت قريش على بني هاشم وكتبوا الصحيفة، وكان منزل بني هاشم ومساكنهم، وهو شعب بني هاشم، ويسمى اليوم شعب عليّ)([84]).

+ شعب آل الأخنس

(شعب آل الأخنس: وهو الشعب الذي كان بين حراء وبين سقر، وفيه حق آل زارويه، موالي القارة حلفاء بني زهرة، وحق الزارويين منه بين العير وسقر إلى ظهر شعب آل الأخنس، يقال له شعب الخوارج؛ وذلك أن نجدة الحروري عسكر فيه عام حج، ويقال له أيضا شعب العيشوم، نبات يكثر فيه، والأخنس بن شريق الثقفي حليف بني زهرة، واسم الأخنس أبي، وإنما سمي الأخنس؛ أنه خنس ببني زهرة، فلم يشهدوا بدرا على رسول الله (‘)، وذلك الشعب يخرج إلى أذاخر، وأذاخر بينه وبين فخ، ومن هذا الشعب دخل رسول الله (‘) مكة يوم الفتح حتى مر في أذاخر حتى خرج على بئر ميمون بن الحضرمي، ثم انحدر في الوادي جبل حراء..)([85]).

+ شعب ذي المجاز

(المَجَاز: بمد الجيم قبله ميم وآخره زاي؛ شعب يسيل من كبكب غرباً فيدفع في وادي عُرَنة -بالنون- في الطرف الشرقي للمُغَمّس، أهله قريش قديماً وحديثاً، ويبعد عن حدود الحرم الشرقية ثمانية أكيال مقاسة من علمي طريق نجد اللذين بأول الصِّفَاح، والشِّعب لا يزيد طوله عن عشرة أكيال من منبعه إلى مصبه، وعلى ثلاثة أكيال إلى داخله توجد رسوم يظهر أنها بقايا سوق ذي المَجَاز الشهير بين أسواق العرب، وببطن الوادي غير بعيد من السوق بئر مطويّة دائرية الفوهة يقرب قطرها من نصف متر، ولا يزيد رشاؤها على ثلاثة أبواع. وهذا السوق يقع شمال عرفة على نصف المسافة تقريباً بينها وبن الشرائع -حُنَين سابقاً-)([86]).

 

$ ما اشتهر من آبار مكة المكرمة

+ بئر زمزم

شهرته بلغت الآفاق فما من بيت الا ودخله ماء زمزم وهذا من بركته الذي جعلها الله فيه، فهو مبارك وشفاء ويغني عن الطعام والشراب، فعَنْ أَبِي ذَرٍّ (¢)، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ (‘): «مُنْذُ كَمْ أَنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ: قُلْتُ: مُنْذُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، قَالَ: «مُنْذُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَمَا كَانَ طَعَامُكَ؟» قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ إِلَّا مَاءَ زَمْزَمَ، وَلَقَدْ سَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي، وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سَخْفَةَ جُوعٍ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ، وَهِيَ طَعَامُ طُعْمٍ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ»([87]).

(يقع بئر زمزم بالقرب من الكعبة المشرفة، وان فتحة البئر الان واقعة تحت سطح المطاف على عمق 1.56متر وفي ارض المطاف خلف المقام الى اليسار وانت تنظروا الى الكعبة المشرفة، وضع البئر الموجود في القبو اسفل سطح المطاف، و قد جُعِلَ في اخر المطاف خلف

المقام درج يؤدي الى فتحة البئر هذا بالنسبة الى مكانه، اما بالنسبة الى وصف البئر فهو ينقسم الى قسمين:ـ

اولاً: جزء مبني عمقه 12.80متراً عن فتحة البئر.

ثانياً: جزء منقور في صخر الجبل، وطوله 17.20 متراً.

وعلى هذا فعمق البئر 30 متراً من فتحة البئر الى قعره، ويبلغ عمق مستوى الماء عن فتحة البئر حوالي حوالي اربعة امتار، وعمق العيون التي تغذي البئر عن فتحة البئر 13 متراً، ومن العيون الى قعر البئر 17 متراً، وقطر البئر، ويختلف بأختلاف العمق، وهو يتراوح بين 1.5متراً، و 2.5 متراً.

اما بالنسبة للعيون التي يتغذى بها فقد ذكرتها آنفاً، وهو لتحديد القديم، اما الجديد الذي بدأ من سنة 1400 ç:

المصدر الرئيسي فتحة تتجه جهة الكعبة المشرفة في اتجاه ركن الكعبة الغربي ـ الحجر الاسود ـ، وطولها 45سم، وارتفاعها 30سم، ويتدفق منها القدر الاكبر من المياه، والمصدر الثاني فتحة كبيرة باتجاه المكبّرية وبطول 70سم، ومقوسة من الداخل الى فتحتين وارتفاعها 30 سم، وهناك فتحتان صغيرة بين احجار البناء في البئر تخرج منها المياه خمس منها في المسافة التي بين الفتحتين الاساسيتين، وقدرها متر واحد، كما يوجد 21 فتحة اخرى، تبدأ من جوار الفتحة الاساسية الاولى، وباتجاه جبل قبيس والصفا والمروة)([88]).

 

 

+ بئر ميمون

 (حفر ميمون بن الحضرمى حليفك بيره، وكانت آخر بير حفرت من هذه الآبار فى الجاهلية، قال: رأيت قول الله تعالى: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) قال: يعنى تلك الآبار التى كانت تغور فيذهب ماؤها (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) زمزم ماؤها معين، قال غير محمد بن جبير: مجاهد وعطاء وغيرهما من أهل العلم فى قوله تعالى: (فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) قالوا: زمزم، وبير ميمون بن الحضرمى، قال محمد ابن جبير: فلما حفرت بنو عبد مناف آبارها سقوا الناس واستقوا الناس عليها، فشق ذلك على قبايل قريش ورأوا أنهم لا ذكر لهم فى تلك الآبار، حفرت قريش آبارا وجعلوا يبتارون بها فى الرى والعذوبة حتى كاد أن يكون فى ذلك شر طويل، فمشت فى ذلك كبراء قريش فاقصر الشر، وحفرت بنو أسد بن عبد العزى «شفية» بير بنى أسد ابن عبد العزى)([89]).

+ بئر طُوى

 (طُوَى: بضم الطاء المهملة، وواو، مقصور: المعروف اليوم "بئر طوى" بجرول بين القبة وريع أبي لهب، وهي بئر مطوية عليها بناء، يزورها الحجاج المغاربة)([90]).

+ عين زبيدة

(عَين زُبَيدة: عين عذبة الماء غزيرة، أجرتها أم جعفر زبيدة زوج هارون الرشيد (¬).

وهي تنبع من وادي نعمان، ثم تمر في عرفات فتقطع وادي عُرنَة إلى الخَطْم ثم تنحدر إلى منى فمكة، وكانت مصممة بطريقة انسيابية انحدارية، وكانت سقيا أهل مكة، إلى أن أجريت عيون أخرى في العهد الحديث.

وقد هُجِر اليوم مجرى العين فحولت إلى أنابيب ضخمة. وكانت هناك عين المشاش أجريت من حنين، غير أنها كانت قليلة الجدوى فتوقفت، وبقيت عين زبيدة تقاوم التأريخ إلى اليوم، وقد مر عليها قرابة ألف ومائتا سنة، وظل الولاة والحكام يولونها عناية خاصة، فيتعهدونها بالإِصلاح والعمل، ولها اليوم إدارة خاصة تسمى إدارة عين زبيدة والعزيزية)([91]).

$ المحصِّب= الأبطح

 (المحصب، الذى يستحب النزول فيه للحاج بعد انصرافه من منى، هو مسيل بين مكة ومنى، وهو أقرب إلى مكة بكثير، وحده من جهة مكة: الحجون. على ما ذكر الأزرقى.

ولا يعارض ذلك ما وقع لابن الصلاح، والنووى، والمحب الطبرى، وغيرهم من: أن المقبرة ليست من المحصب؛ لأن مراد هؤلاء الأئمة، والله أعلم ـ استثناء المقبرة من عرض المحصب لا من طوله لحزونة موضعها.

وذلك يخالف صفه المحصب، فإن المحصب ما سهل من الأرض على مقتضى ما ذكر ابن الصلاح وغيره، فى تفسير المحصب.

وأما حده من جهة منى: فجبل العيرة بقرب السبيل، الذى يقال له: سبيل الست، بطريق منى على ما ذكر الأزرقى فى تعريفه)([92]).

$ المولد النبوي الشريف

(هو المكان الذي ولد فيه رسول الله - -، معروف معلوم في فم شعب عَليّ، وهو الشعب الذي كان يسكنه بنو هاشم وفيه حصرتهم قريش عند بعثته - -.

وكان هذا المكان اتخذ مسجداً، ثم هدم لكثرة تبرك الناس به، ثم بنيت في المكان عمارة حسنة جعلت مقراً لمكتبة مكة، وهي مكتبة عامة يرتادها طلبة العلم. بناها الشيخ عباس قطان سنة 1370 ç عمرها من ماله الخاص واشترى مكتبة الشيخ ماجد كردي من أولاده فجعلها أساس مكتبة مكة اليوم ثم سلمها لوزارة الإعلام (كانت مديرية إعلام) ثم سلمتها إدارة الإعلام للأوقاف)([93]).

$ دار الندوة

 (أول دار بنيت بمكة وجعل بابها إلى المسجد بناها قصي بن الكلاب. وقيل سعد ابن عمرو بن الهصيص السهمي أول من بنى بيتا بمكة.

ودار الندوة باعها عكرمة بن عامر بن عبد مناف لمعاوية بمائة ألف درهم.

وقال عمرو بن سعد: دار الندوة صارت دار الإمارة)([94]).

 

$ المغمس

 (المغمس على صيغة المفعول، وهكذا ينطقه أهله إلى اليوم: جاء في النص: قال ابن إسحاق: فبعثوا معه - يعني بني ثقيف - أبا رغال يدله على الطريق إلى مكة، فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتى أنزله «المغمس» فلما أنزله به مات أبو رغال هنالك، فرجمت قبره العرب، فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس.

قلت: المغمس مكان ما زال معروفا شرقي الحرم، يشرف عليه من الشرق جبل كبكب، والطريق من مكة إلى الطائف المارة بنخلة اليمانية تمر بطرف المغمس من الشمال، وعرفة في نهاية المغمس من الجنوب.. أما القبر الذي يرجم فليس في المغمس إلا إذا كان المغمس كان يشمل أوسع من مسماه اليوم، فقبر أبي رغال في رأس يدعان على ما يقرب من عشرة أكيال من المغمس، وقد جرفه الطريق، وبقيت له بقية إلى اليوم)([95]).

$ المأزمان

 (المأزمان اللذان يستحب للحاج أن يسلك طريقهما إذا رجع من عرفة، هو الموضع الذي تسميه أهل مكة الآن: المضيق بين المزدلفة وعرفة، قال صاحب "المطالع" المأزمان مهموز مثنى، قال ابن شعبان: هما جبلا مكة وليس من المزدلفة ... انتهى.

وقال النووي في "التهذيب" والمأزمان جبلان بين عرفات ومزدلفة بينهما طريق. هذا معناهما عند الفقهاء فقولهم: على طريق المأزمين أي الطريق التي بينهما، وأما أهل اللغة فقالوا: المأزم الطريق الضيق بين جبلين)([96]).

$ مقبرة المعلاة

مقبرة المعلاة مقبرة تقع في بداية طريق الحجون على يمين المتوجه إلى الحرم المكي من جهة حي المعابدة في مكة المكرمة. تضم مقبرة المعلاة أماكن مجهزة لتغسيل وتكفين الموتى كما يوجد بها سيارات إسعاف لنقل الموتى ضمن إدارة خاصة تتبع أمانة العاصمة المقدسة عادة ما يحمل الموتى لمقبرة المعلاة بعد الصلاة عليهم بالمسجد الحرام، ليحمل المصلون الجنازة إلى مقبرة المعلاة لدفنها، وتعتبر المسافة بين المسجد الحرام وبين مقبرة المعلاة قريبة نسبيا. ومقبرة المعلاة مقبرة عامة لأهل مكة المكرمة.

$ غدير خم

غدير خم موضع بين مكة والمدينة تصب فيه عين.

 

 

 

 

+++

 

 

 

معالم المدينة النبوية المنورة (حماها الله)

$ فضائل المدينة النبوية

أخبر عَامِرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (‘)، قَالَ: ((وَلَا يُرِيدُ أَحَدٌ أَهْلَ الْمَدِينَةِ بِسُوءٍ إِلَّا أَذَابَهُ اللهُ فِي النَّارِ ذَوْبَ الرَّصَاصِ، أَوْ ذَوْبَ الْمِلْحِ فِي الْمَاءِ))([97]).

وعن عَاصِم، قَالَ: قُلْتُ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ (‘) الْمَدِينَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ مَا بَيْنَ كَذَا إِلَى كَذَا، فَمَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ لِي: هَذِهِ شَدِيدَةٌ ((مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثًا فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لَا يَقْبَلُ اللهُ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَرْفًا، وَلَا عَدْلًا، قَالَ: فَقَالَ ابْنُ أَنَسٍ: أَوْ آوَى مُحْدِثًا))([98]).

عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي زُهَيْرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (‘): ((تُفْتَحُ الشَّامُ، فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ([99])، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْيَمَنُ فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ تُفْتَحُ الْعِرَاقُ، فَيَخْرُجُ مِنَ الْمَدِينَةِ قَوْمٌ بِأَهْلِيهِمْ يَبُسُّونَ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)).

$ حدود حرم المدينة المنورة

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ (¢)، عَنِ النَّبِيِّ (‘): ((أَنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ وَدَعَا لَهَا، وَحَرَّمْتُ المَدِينَةَ كَمَا حَرَّمَ إِبْرَاهِيمُ مَكَّةَ، وَدَعَوْتُ لَهَا فِي مُدِّهَا وَصَاعِهَا مِثْلَ مَا دَعَا إِبْرَاهِيمُ (’) لِمَكَّةَ)).

عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ (‘): ((ِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، لَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا، وَلَا يُصَادُ صَيْدُهَا))([100]).

 (قال أبو عمر اللابتان هما الحرتان.

واللابة الحرة وهي الأرض التي ألبست الحجار السود الجرد وجمع اللابة لا بات ولوب

وكذلك فسره بن وهب وغيره قال بن وهب وهو قول مالك)([101]).

وفي الحديث: ((المَدِينَةُ حَرَمٌ مَا بَيْنَ عائرٍ إِلَى ثَوْرٍ)).

 (ما بين عائر)..جبل بالمدينة (إلى ثور) وهكذا عند مسلم من حديث علي إلى ثور وعند أحمد والطبراني من حديث عبد الله بن سلام ما بين عير إلى أحد قال أبو عبيد أهل المدينة لا يعرفون جبلا عندهم يقال له ثور وإنما ثور بمكة لكن قال صاحب القاموس ثور جبل بمكة وجبل بالمدينة ومنه الحديث الصحيح المدينة حرم ما بين عير إلى ثور.

وأما قول أبي عبيد بن سلام وغيره من أكابر الأعلام إن هذا تصحيف والصواب إلى أحد لأن ثورا إنما هو بمكة فغير جيد..)([102]).

$ مساجد المدينة النبوية

+ المسجد النبوي الشريف

+ فضله:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (¢): أَنَّ النَّبِيَّ (‘) قَالَ: ((صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ، إِلَّا المَسْجِدَ الحَرَامَ))([103]).

وعَنْه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (‘): (( مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا، لَمْ يَأْتِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَنْ جَاءَه لِغَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ يَنْظُرُ إِلَى مَتَاعِ غَيْرِهِ ))([104]).

+ توسعته ومساحته

العهد الذي تمت فيه التوسعة                        مساحة البناء أو التوسعة      

بناه النبي (‘) في السنة الأولى من الهجرة:                 1050م2

توسعة النبي (‘) بعد مقدمه من خيبر سنة 7 ç:             1425م2

زيادة عمر بن الخطاب (¢) سنة 17 ç:                      1100م2

زيادة عثمان بن عفان (¢) سنة 29ــ30 ç:                    496م2

زيادة الوليد بن عبد الملك الأموي سنة 88 ــ 91 ç:                     2369م2

زيادة المهدي العباسي سنة 161ــ165 ç:                          2450م2

زيادة السلطان أشرف قايتباي سنة 888 ç:                          120م2

زيادة السلطان عبدالمجيد العثماني سنة 1265ــ 1277 ç:                  1293م2

زيادة جلالة الملك عبد العزيز سنة 1372 ç (التوسعة السعودية الأولى):         6024م2

زيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز (التوسعة السعودية الثانية):    82000 م2

مساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي (ضمن توسعة خادم الحرمين الشريفين):    235000 م2

+ ساحات المسجد النبوي

تضمنت توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز للمسجد النبوي إنشاء وتحسين الساحات المحيطة بالمسجد النبوي من الناحية الشمالية والغربية والجنوبية والتي تبلغ مساحتها (235.000م2) للاستفادة منها للصلاة حيث تستوعب حوالي (450.000) مصل وتحد هذه الساحات أسوار وبوابات من كل جانب ، وقد تم تبليط هذه الساحات بالجرانيت والرخام الملون وفوقها أشكال هندسية إسلامية.

+ مآذن المسجد النبوي

(أول من أحدث المئذنة (المنارة) عمر بن عبدالعزيز في عمارة الوليد بن عبد الملك للمسجد النبوي الشريف، فجعل في كل ركن من أركان المسجد مئذنة.

وحدد ابن زبالة طول كل منارة إذ يقول:

·    طول المنارة الجنوبية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً(27.5م).

·    طول المنارة الشمالية الشرقية خمسة وخمسون ذراعاً(27.5م).

·    طول المنارة الشمالية الغربية ثلاثة وخمسون ذراعاً(26.5م).

كذلك حدد لنا عرض المنارات، فقال: بأن عرض كل منارة ثمانية أذرع في ثمانية أذرع(4م×4م).

وفي عهد السلطان الأشرف قايتباي عمل مئذنة صغيرة بين باب السلام وباب الرحمة عرفت بعد ذلك بمئذنة باب الرحمة. وأثناء ترميمه للمسجد النبوي تبين وجود شرخ بالمئذنة الجنوبية الشرقية (الرئيسية)، فهدمت المئذنة إلى أساسها وحفر حتى بلغ منسوب المياه، وعمل لها أساس قوي بالحجارة البازلتية،-وهي المئذنة التي نراها اليوم- وقد بلغ ارتفاع هذه المئذنة (120) ذراعاً (60متراً) وكان العمل في عام 891-892 ç/1486-1487م

وفي العهد العثماني التركي هدمت المئذنة الشمالية الشرقية (السنجارية) وأقيمت مكانها المئذنة السليمانية وكان عمق أساسها ثلاثة عشر ذراعاً بذراع العمل وهو يساوي (56.6) سم أي ما يعادل (8.53م) وعرض الأساس سبعة أذرع في سبعة أذرع، أي مايعادل (4.59م). وكان عرضها على سطح الأرض (6×6) أذرع أي (3.93م

وبعد توسعة السلطان عبد المجيد أصبح للمسجد النبوي خمس مآذن هي:

1)  المنارة الشمالية الغربية: وتسمى التشكيلية والخشبية وتعرف بالمجيدية نسبة إلى السلطان عبد المجيد الذي جددها في عمارتها وجعلها على رسم منائر الأستانة بثلاث شرفات، ثم أزيلت في العمارة السعودية الأولى وبني بدلها منارة على أجمل وأحدث طراز.

2)  المنارة الشمالية الشرقية: وتسمى السنجارية،وتعرف بالسليمانية وهي التي أقامها السلطان سليمان القانوني بدلاً من السنجارية، وتعرف بالعزيزية لعمارة السلطان عبدالعزيز خان بن محمود لها، حيث بناها على هيئة المنارة المجيدية وجعل لها ثلاث شرفات، وقد أزيلت هذه المنارة في العمارة السعودية وبني بدلاً منها منارة على شكل بديع ورائع.

3)  المنارة الجنوبية الشرقية: وتعرف بالرئيسية وتحمل هذا الاسم حتى وقتنا الحاضر، وهي المنارة المجاورة للقبة الخضراء، وتقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد، وهي التي عمَّرها الأشرف قايتباي ثلاث مرات عام 886 ç، 888 ç، 892 ç، ونزل في أساسها إلى الماء واتخذ لها حجارة سوداء وزاد في طولها إلى (120) ذراعاً (60متراً )، ولازالت حتى الآن على عمارة قايتباي، وتقوم الحكومة السعودية بتجديدها من وقت لآخر حتى تبقى في أجمل صورة وأروع منظر.

4)  المنارة الجنوبية الغربية: وتسمى منارة باب السلام، وهي من عمارة الناصر محمد بن قلاوون سنة 706 ç كما رواه المطري وأما فرحون فيذكر أن الذي بناها هو شيخ الخدام شبل الدولة كافور المظفري المعروف بالحريري وهذه المنارة لازالت قائمة يزيد من الحفاظ عليها.

5)  المنارة الغربية: وتسمى منارة باب الرحمة، بناها الأشرف قايتباي سنة 888 ç وبنيت خارج جدار المسجد النبوي الشريف ملاصقة للمدرسة المحمودية التي كانت هناك، وقد أزيلت في العمارة السعودية الأولى.

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الأولى:

أصبحت منائر المسجد النبوي الشريف في العمارة السعودية الأولى 1370-1375 ç، أربع منائر، فقد أزيلت (المنارة الشمالية الغربية التشكيلية)، و (المنارة الشمالية الشرقية السنجارية) و (منارة باب الرحمة). وبني بدلاً منها منارتان، إحداهما في الجهة الشمالية الشرقية والأخرى في الجهة الشمالية الغربية، وتتميز إنشاءات المنائر في التوسعة السعودية الأولى بما يلي :

أولاً: يبلغ عمق كل منارة (17م) وارتفاعها (70م).

ثانياً: تتكون كل منارة من أربعة طوابق كما يلي:

1)  الطابق الأول السفلي: فهو مربع ويستمر أعلى سطح المسجد، وينتهي بمقرنصات تحمل أعلاه شرفة مربعة.

2)  الطابق الثاني: فهو مثمن، زين بعقود تنتهي بشكل مثلثات، وينتهي في أعلاه بمقرنصات تعلوها شرفة.

3)  الطابق الثالث: فهو مستدير بنفس ارتفاع الطابق الثاني تقريباً حلّي بدالات ملونة، وينتهي بمقرنصات تحمل أعلاها شرفة دائرية.

4)  الطابق الرابع: (الجوسق) فقد ارتفع قليلاً حيث عمل له طابق خامس بشكل خوذة مضلعة تنتهي بشكل شبه مخروطي يعلوه قبة بصلية، وينتهي من أعلى بمقرنصات أيضاً تعلوها شرفة.

منائر المسجد النبوي الشريف في التوسعة السعودية الثانية:

اشتملت التوسعة السعودية الثانية على ست منارات جديدة ارتفاع كل منها حوالي (104م) أي بزيادة (32) متراً عن ارتفاع المنارات في التوسعة السعودية الأولى. وبذلك يكون للمسجد بعد التوسعة عشر منارات. ولقد تم تصميم هذه المنارات بحيث تتناسق مع منارات التوسعة السعودية الأولى وفق أحدث النظم الهندسية، وقد بلغ عمق كل منارة (50.45) متراً.

ووزعت هذه المنارات على كامل التوسعة، بحيث يوجد منارة في كل ركن من أركان التوسعة الجديدة، أربع منارات في الواجهة الشمالية، واحدة في الركن الشمالي الشرقي، وأخرى في الركن الشمالي الغربي، واثنتان في منتصف الجانب الشمال فوق البوابة الوسطى (باب الملك فهد)، ومنارة في الركن الجنوبي الشرقي، وأخرى في الركن الجنوبي الغربي)([105]).  

+ أبواب المسجد النبوي

العدد اسم الباب رقمه

1 باب السلام 1

2 باب الصديق 2-أ

3 باب الصديق 2- ب

4 باب الصديق 2- ج

5 باب الرحمة 3

6 باب البقيع 41

7 باب جبريل 40

8 باب النساء 39

9 باب الجنائز 42

10 باب الهجرة 4- أ

11 باب الهجرة 4 - ب

12 باب قباء 5- أ

13 باب قباء 5- ب

14 باب قباء 5- ج

15 باب الملك سعود (باب العقد) 7

16 باب الملك سعود (باب المشربية) 8 – أ

17 باب الملك سعود (باب المزلقان) 8 – ب

18 باب الملك سعود 8 – ج

19 باب الملك سعود 8 – د

20 باب الملك سعود (باب المشربية) 8 – ç

21 باب الملك سعود (باب العقد) 9

22 باب العقيق 11 - أ

23 باب العقيق 11 - ب

24 باب السلطان عبد المجيد (العقد) 12

25 باب السلطان عبد المجيد (المشربية) 13 – أ

26 باب السلطان عبد المجيد (المزلقان) 13 – ب

27 باب السلطان عبد المجيد 13 – ج

28 باب السلطان عبد المجيد 13 – د

29 باب السلطان عبد المجيد (المشربية) 13 – ç

30 باب السلطان عبد المجيد (العقد) 14

31 باب عمر بن الخطاب (العقد) 16

32 باب عمر بن الخطاب (المشربية) 17 – أ

33 باب عمر بن الخطاب (المزلقان) 17 - ب

34 باب عمر بن الخطاب 17 – ج

35 باب عمر بن الخطاب 17 – د

36 باب عمر بن الخطاب 17 – ç

37 باب عمر بن الخطاب (العقد) 18

38 باب بدر 19

39 باب الملك فهد (العقد) 20

40 باب الملك فهد (المشربية) 21 – أ

41 باب الملك فهد (المزلقان) 21 – ب

42 باب الملك فهد 21 - ج

43 باب الملك فهد 21 - د

44 باب الملك فهد (المشربية) 21 – ç

45 باب الملك فهد (العقد) 22

46 باب أحد 23

47 باب عثمان بن عفان (العقد) 24

48 باب عثمان بن عفان (المشربية) 25 – أ

49 باب عثمان بن عفان (المزلقان) 25- ب

50 باب عثمان بن عفان 25-ج

51 باب عثمان بن عفان 25- د

52 باب عثمان بن عفان (المزلقان) 25 –ç

53 باب المدينة المنورة (العقد) 26

54 باب علي بن أبي طالب (العقد) 28

55 باب علي بن أبي طالب (المشربية) 29 - أ

56 باب علي بن أبي طالب (المزلقان) 29-ب

57 باب علي بن أبي طالب 29 –ج

58 باب علي بن أبي طالب 29 - د

59 باب علي بن أبي طالب (المشربية) 29-ç

60 باب علي بن أبي طالب (العقد) 30

61 باب أبي ذر 32 – أ

62 باب أبي ذر 32-ب

63 باب الملك عبد العزيز(العقد) 33

64 باب الملك عبدالعزيز(المشربية) 34- أ

65 باب الملك عبدالعزيز(المزلقان) 34 -ب

66 باب الملك عبدالعزيز 34 –ج

67 باب الملك عبدالعزيز 34 – د

68 باب الملك عبدالعزيز(المشربية) 34 –ç

69 باب الملك عبد العزيز(العقد) 35

70 باب مكة 37- أ

71 باب مكة 37 –ب

72 باب مكة 37 –ج

73 باب بلال 38 – أ

74 باب بلال 38 -ب

75-76 باب السلم الكهربائي ( 6)في الجهة الجنوبية الغربية (أ-ب)

77-78 باب السلم الكهربائي (10)في الجهة الغربية (أ-ب)

79-80 باب السلم الكهربائي (15)في جهة الشمال الغربي (أ-ب)

81-82 باب السلم الكهربائي (27)في جهة الشمال الشرقي (أ-ب)

83-84 باب السلم الكهربائي (32)في الجهة الشرقية (أ-ب)

85-86 باب السلم الكهربائي (6)في جهة الجنوب الغربي (أ-ب)

+ أساطين المسجد النبوي

الأساطين جمع اسطوانة وهي العمود والسارية التي يقوم عليها البناء، وأساطين المسجد النبوي الشريف في عهد المصطفى (‘)، كانت من جذوع النخل وإذا أطلق اسم على سارية فالمقصود العمود الذي حل مكانها. فقد تحرى الذين وسعوا المسجد النبوي الشريف أن يحافظوا على أماكن هذه الأساطين، فيضع كل عمود في المكان الذي كانت فيه الأسطوانة أو السارية على عهد المصطفى (‘)، وهذه الأساطين التي نشاهدها في المسجد النبوي الشريف في القسم القبلي منه أقيمت في عمارة السلطان عبد المجيد، وقد اشتهر من هذه الأساطين ثمان، كان لها حظ وافر على باقي الأساطين لما لها من مميزات لم تكن لغيرها، وتلك الأساطين هي:

1-الأسطوانة المخلقة أو علم مصلى النبي (‘): وتسمى أيضاً (علم رسول الله (‘)) ومعنى المخلقة المطيبة أو المعطرة، من الخلوق وهو الطيب، روي أن عثمان بن مظعون : تفل في المسجد فأصبح مكتئباً، فقالت له زوجته: مالي أراك مكتئباً؟ فقال : لاشيء إلاّ إني تفلت في القبلة وأنا أصلي، فعمدت (أي زوجته) إلى القبلة فغسلتها، ثم خلقتها،-أي طيبتها- فكانت أول من خلَّق القبلة.

وقد جرى تقديم هذه الأسطوانة لجهة القبلة قليلاً، وإدخال بعضها في المحراب النبوي الشريف، وكتب عليها الأسطوانة المخلقة.

2-أسطوانة القرعة أو أسطوانة عائشة: وهي الثالثة من المنبر والثالثة من القبر والثالثة من القبلة، وتعرف بالأسطوانة المخلقة أيضاً، وبأسطوانة السيدة عائشة (~)، وبأسطوانة المهاجرين.

·  فأما تسميتها بأسطوانة (القرعة) فلما رواه الطبراني في الأوسط عن عائشة (~) قالت: قال النبي (‘): "إن في المسجد لبقعة قبل هذه الأسطوانة لو يعلم الناس لاستهموا عليها، فنظروا فإذا عندها جماعة من الصحابة وأبناء المهاجرين، أي وهي أسطوانة القرعة".

·  وإما تسميتها بأسطوانة عائشة فلما روى أن عائشة – (~) – أخبرت عبدالله بن الزبير بفضل تلك الأسطوانة فقام فصلى عندها فظن الناس أن عائشة أخبرته أنها تلك الأسطوانة فسميت أسطوانة عائشة.

·  وأما تسميتها بأسطوانة المهاجرين، فلأن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها، وكان يقال لذلك المجلس مجلس المهاجرين، ويذكر السمهودي عن زيد بن أسلم انه قال : "رأيت عند تلك الأسطوانة موضع جبهة النبي (‘)، ثم رأيت دونه موضع جبهة أبي بكر ثم رأيت دون موضع جبهة أبي بكر موضع جبهة عمر، ويقال : إن الدعاء عندها مستجاب.

3-أسطوانة التوبة أو أسطوانة أبي لبابة: وهي الأسطوانة الرابعة من المنبر، والثانية من القبر، والثالثة من القبلة، وتعرف بأسطوانة أبي لبابة وهو رفاعة بن عبد المنذر (¢) وهو أحد النقباء، وسميت بذلك لأن أبا لبابة لما استشاره بنو قريظة – وكان حليفاً لهم أينزلون على حكم رسول الله (‘) قال : نعم وأشار بيده الى حلقه-يعني الذبح- قال أبو لبابة: فو الله ما زالت قدماي حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله، ونزل فيه قول الحق (´): ( يأيها الذين ءامنو لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أمنتكم وانتم تعلمون) سورة الأنفال آية(27) ولم يرجع الى النبي (‘)، بل ذهب الى المسجد، وربط نفسه في جذع في موضع أسطوانة التوبة-الآن- وحلف لا يحل نفسه ولا يحله أحد حتى يحله رسول الله (‘)، أو تنزل توبته، فلما بلغ رسول الله (‘) خبره قال : أما لو جاءني لاستغفرت الله له، فأما إذ فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب الله عليه، فأنزل الله توبته على رسول الله (‘) سحرا ًفي بيت أم سلمة (~)، فسمعته (‘) يضحك، فقالت: مايضحكك، أضحك الله سنك؟ قال: تيب على أبي لبابة، قالت ألا أبشره بذلك يا رسول الله؟ قال بلى إن شئت. فقامت على باب حجرتها-قبل أن يضرب عليهن الحجاب- فقالت: يا أبا لبابة، أبشر فقد تاب الله عليك فعندئذ أراد المسلمون أن يطلقوه قال: لا والله حتى يكون رسول الله (‘) هو الذي يطلقني بيده، فلما مر عليه خارجاً إلى صلاة الصبح أطلقه ولهذا سميت أسطوانة التوبة.

4-أسطوانة السرير: ورد أنه (‘)، كان يوضع له السرير عند أسطوانة التوبة، حتى قال البدر بن فرحون ( بأن أسطوانة السرير هي أسطوانة التوبة) ويبدو أن السرير كان يوضع مرة عند أسطوانة التوبة ومرة عند أسطوانة السرير. روى البدر بن فرحون عن ابن عمر (ƒ)، أن النبي (‘) "كان إذا اعتكف يطرح له وسادة، ويوضع له سرير من جريد فيه سعفه، يوضع له فيما بين الأسطوانة التي وجاه القبر الشريف وبين القناديل، وكان رسول الله (‘) يضطجع عليه ".

5-أسطوانة المحرس: وتقع خلف أسطوانة السرير من جهة الشمال: وهي مقابل الخوخة التي كان رسول الله (‘) يخرج منها إذا كان في بيت عائشة (~) إلى الروضة الشريفة للصلاة، كما تسمى بأسطوانة علي بن أبي طالب (¢) لأنه كان يجلس عندها يحرس النبي (‘).

6-أسطوانة الوفود: وتقع خلف أسطوانة المحرس من جهة الشمال، وكان (‘) يجلس إليها ليقابل وفود العرب القادمين عليه، وكانت تعرف أيضاً بمجلس القلادة يجلس إليها سروات الصحابة وأفاضلهم رضوان الله عليهم.

7-أسطوانة مربعة القبر: وتقع في حائز عمر بن عبدالعزيز (¢) عند منحرف الجدار الغربي منه الى الشمال، في صف أسطوانة الوفود، ومعنى هذا أنها تكون داخل الجدار المحيط بالقبر الشريف، ولا يتمكن الزائر للمسجد النبوي الشريف من رؤيتها يقول السمهودي: وقد حُرِم الناس الصلاة الى هذه الأسطوانة لإدارة الشباك الدائر على الحجرة الشريفة وغلق بابه.

كما تعرف أيضاً بأسطوانة مقام جبريل (’) وبها باب بيت فاطمة بنت رسول الله عليه وسلم الذي كان يدخل منه علي بن أبي طالب (¢) .

8-أسطوانة التهجد: وتقع وراء بيت السيدة فاطمة بنت رسول الله (‘)، من جهة الشمال، وعندها محراب صغير إذا توجه الواقف إليه تكون السارية-الأسطوانة-عن يساره، باتجاه باب جبريل (’)، المعروف قديماً بباب عثمان (¢)، وقد كتب فيها على رخام (هذا متهجد النبي (‘))([106]).

+ محراب المسجد النبوي

لقد مكث النبي (‘) يستقبل بيت المقدس في الصلاة نحو ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، بعد قدومه إلي المدينة المنورة؛ وكانت قبلته إلى بيت المقدس في نهاية المسجد آنذاك من الشمال مقابل باب عثمان عند الاسطوانة الخامسة، شمالي اسطوانة عائشة (~).

وبعد تحويل القبلة إلى البيت الحرام، حوله النبي (‘) من شمالي المسجد إلى جنوبيه، وصلى على اسطوانة عائشة مدة شهرين أو أربعة شهور، ثم تقدم إلى الاسطوانة المخلقة وصلى عندها أياماً، وكان ذلك موقفه في الصلاة، (وفيه بنى محرابه الشريف)، وفي زيادة عمر بن الخطاب (¢)، قدم محراب الإمام إلى نهاية زيادته جنوباً، وفي زيادة عثمان (¢)، وقف في محرابه العثماني، الذي يقف فيه الإمام الآن.

ولم يكن للمسجد النبوي الشريف محراب مجوف، لا في عهده (‘) ولا في عهد الخلفاء الراشدين من بعده.

ولقد تعددت المحاريب في المسجد النبوي الشريف على النحو التالي:

1-  المحراب النبوي الشريف: في الروضة الشريفة ويقع المحراب على يسار المنبر.

2-  المحراب العثماني: في حائط المسجد القبلي وهو الذي يصلي فيه الإمام الآن.

3-  المحراب السليماني: وكان يعرف بالمحراب الحنفي وهو غربي المنبر.

4-  محراب فاطمة: ويقع جنوبي محراب التهجد داخل المقصورة الشريفة.

5-  محراب شيخ الحرم: وكان يقع خلف دكة الأغوات،أحدث في العمارة المجيدية.

 

 

+++

 

 

 

 

+ منبر رسول الله (‘)

أخبر عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ نَفَرًا جَاءُوا إِلَى سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَدْ تَمَارَوْا فِي الْمِنْبَرِ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ فَقَالَ: أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ، وَمَنْ عَمِلَهُ، وَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ (‘) أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ، قَالَ فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا عَبَّاسٍ، فَحَدِّثْنَا، قَالَ: أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ (‘) إِلَى امْرَأَةٍ - قَالَ أَبُو حَازِمٍ: إِنَّهُ لَيُسَمِّيَهَا يَوْمَئِذٍ – ((انْظُرِي غُلَامَكِ النَّجَّارَ، يَعْمَلْ لِي أَعْوَادًا أُكَلِّمُ النَّاسَ عَلَيْهَا فَعَمِلَ هَذِهِ الثَّلَاثَ دَرَجَاتٍ، ثُمَّ أَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللهِ (‘)، فَوُضِعَتْ هَذَا الْمَوْضِعَ، فَهِيَ مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ. وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ (‘) قَامَ عَلَيْهِ فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ، حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي))([107]).

+ الحجرة النبوية الشريفة

يطلق هذا الاسم على بيت النبي (‘) الذي كان يقيم فيه مع أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (ƒ) .

وقد أكرم الله تعالى عائشة بأن جعل في حجرتها قبر النبي (‘) وصاحبيه (الصديق، والفاروق) (ƒ).

وتقع هذه الحجرة الشريفة شرقي المسجد النبوي الشريف، وكان يفتح بابها على الروضة الشريفة لأن النبي (‘) كان يعطي رأسه لعائشة (~) تسرحه وترجله، وهو معتكف بالمسجد.

 ولما انتقل النبي (‘) إلى الرفيق الأعلى كان في حجرة عائشة، لأنه استأذن من أمهات المؤمنين أن يُمرَّض في حجرة عائشة (~).

ولما توفى النبي (‘) تبادل الصحابة الرأي في المكان الذي يدفن فيه رسول الله (‘)، فقال الصديق (¢) إنه سمع حديثاً من رسول (‘) : "إن كل نبي يدفن حيث قبض" فدفن في هذه الحجرة وكان قبره في جنوبي الحجرة الشريفة([108]).

+ الروضة الشريفة

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (‘) قَالَ: ((مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ))([109]).

قال النووي (¬): (ذكروا في معناه قولين أحدهما أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة والثاني أن العبادة فيه تؤدي إلى الجنة قال الطبري في المراد ببيتي هنا قولان أحدهما القبر قاله زيد بن أسلم كما روي مفسرا بين قبري ومنبري والثاني المراد بيت سكناه على ظاهره وروي ما بين حجرتي ومنبري قال الطبرى والقولان متفقان لأن قبره في حجرته وهي بيته)([110]).

+ مسجد قُباء

مَسْجِدُ قُبَاءٍ أول مسجد بني في الإسلام. يقع المسجد إلى الجنوب من المدينة المنورة، بني المسجد من قبل النبي محمد (‘) وذلك حينما هاجر من مكة متوجهاً إلى مدينة، وقد اهتم المسلمون من بعده بعمارة المسجد خلال العصور الماضية، فجدده عثمان بن عفان، ثم عمر بن عبد العزيز في عهد الوليد بن عبد الملك، وتتابع الخلفاء من بعدهم على توسيعه وتجديد بنائه؛ وقام السلطان قايتباي بتوسعته، ثم تبعه السلطان العثماني محمود الثاني وابنه السلطان عبد المجيد الأول، حتى كانت التوسعة الأخيرة في عهد الدولة السعودية.

قام الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود بوضع حجر الأساس للتوسعة الأخيرة للمسجد في عام 1405 ç، وانتهت أعمال التوسعة عام 1407 ç، بلغت مساحة المصلى وحده 5000 متر مربع، وبلغت المساحة التي يشغلها مبنى المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له 13500 متر مربع، وأصبح يستوعب 20.000 مصلي، تقوم هيئة تطوير المدينة المنورة بالاستعداد لبدء مشروع توسعة مسجد قباء والمنطقة المحيطة به، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والزائرين، وتطوير المنطقة المحيطة به عمرانياً وبيئياً، ومن المتوقع أن يستوعب مسجد قباء بعد اكتمال التوسعة 55 ألف مصلي. أبواب مسجد قباء أصبحت تفتح طوال اليوم بدءا من ليلة 14 ربيع الآخر 1440 ç، وذلك إنفاذا لتوجيهات الملك سلمان بن عبدالعزيز.

فضل الصلاة فيه: عَنِ ابْنِ عُمَرَ (ƒ)، قَالَ: ((كَانَ النَّبِيُّ (‘) يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاءٍ كُلَّ سَبْتٍ، مَاشِيًا وَرَاكِبًا))([111]).

وعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ (¢) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - مَسْجِدَ قُبَاءَ - فَصَلَّى فِيهِ كَانَ لَهُ عَدْلَ عُمْرَةٍ)).

 

+++

 

+ مسجد الغمامة

مسجد المصلى أو مسجد الغمامة: المكان الذي كان رسول الله (‘) يصلي فيه صلاة العيدين. يبعد عن المسجد النبوي (400م) والبناء القائم اليوم أنشأته الدولة العثمانية.

+ مسجد الإجابة

(مسجد الإجابة وهو مسجد بني معاوية بن مالك بن عوف من الأوس شمالي البقيع على يسار السالك للعريض وسمي بذلك لدعائه فيه بثلاث دعوات فأجيب في اثنتين)([112]).

+ مسجد ذباب

 (ويعرف بمسجد الراية: والظاهر أنه يقع على يمين ثنية الوداع الشامية للخارج من المدينة في أول شارع العيون)([113]).

+ المساجد السبعة

وهي من المساجد التي اعتاد الناس زيارتها ممن ذهب الى زيارة المسجد النبوي وهي: مسجد الفتح فيه ضربت قبت النبي (‘) واستجيب له. ومسجد سلمان الفارسي (¢) وهو الذي أشار بحفر الحندق. ومسجد أبي بكر الصديق (¢) ومسجد عمر ابن الخطاب (¢) ومسجد علي (¢) ومسجد سعد ابن معاذ او فاطمة (ƒ) والمسجد السابع مسجد بني حرام خلف جبل سلع.

+ مسجد القبلتين

وهو من المساجد التي اعتاد الناس زيارتها ولكن هل هو فعلا المسجد الذي تحول الناس فيه او نزلت فيه آية التحول فيه خلاف. قال ابن حجر (¬): (واختلفت الرواية في الصلاة التي تحولت القبلة عندها وكذا في المسجد فظاهر حديث البراء هذا أنها الظهر وذكر محمد بن سعد في الطبقات قال يقال إنه صلى ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام فاستدار إليه ودار معه المسلمون ويقال زار النبي (‘) أم بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة فصنعت له طعاما وحانت الظهر فصلى رسول الله (‘) بأصحابه ركعتين ثم أمر فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب فسمى مسجد القبلتين قال بن سعد قال الواقدي هذا أثبت عندنا وأخرج بن أبي داود بسند ضعيف عن عمارة بن رويبة كنا مع النبي (‘) في إحدى صلاتي العشي حين صرفت القبلة فدار ودرنا معه في ركعتين وأخرج البزار من حيث أنس انصرف رسول الله (‘) عن بيت المقدس وهو يصلي الظهر بوجهه إلى الكعبة وللطبراني نحوه من وجه آخر عن أنس وفي كل منهما ضعف قوله فقال أي الرجل هو يشهد يعني بذلك نفسه وهو على سبيل التجريد ويحتمل أن يكون الراوي نقل كلامه بالمعنى ويؤيده الرواية المتقدمة في الإيمان بلفظ أشهد)([114]).

 

+++

 

 

+ مسجد الجمعة

 (مسجد الجمعة الذي صلى به النبي (‘) أول جمعة بالمدينة وهو في بني سالم ببطن الوادي على يمين السالك إلى مسجد قباء ويقال له مسجد الوادي ومسجد عاتكة أصلح الأمير أيضا سقفه)([115]).

 

 

 

+ مسجد ذي الحليفة

 (مسجد ذي الحليفة، وهي محرم الحجاج ميقات أهل المدينة. قال الشيخ جمال الدين: ومسجد الحليفة هو المسجد الكبير الذي هناك، وكانت فيه عقود في قبلته ومنارة في ركنه الغربي الشمالي فتهدم على طول الزمان، وهو مبني على موضع الشجرة التي كانت هنالك وبها سمي مسجد الشجرة، والبئر من جهة شماليه، وفي هذا المسجد مسجد آخر أصغر منه، ولا يبعد أن يكون (‘) صلى فيه بينهما مقدار رمية سهم، وعن عبد الله بن عمر أنه قال: بات رسول الله (‘) بذي الحليفة مبدأه وصلى في مسجدها. ويروى أن النبي (‘) صلى في مسجد الشجرة إلى جهة الإسطوان الوسطى استقبلها، وكان موضع الشجرة التي كان النبي (‘) صلى إليها وكانت سمرة، فينبغي للحاج إذا وصل إلى ذي الحليفة أن لا يتعدى في نزوله المسجد المذكور من أربع نواحيه)([116]).

+ مسجد مشربة أم إبراهيم

 (المشربة: البستان، وأم إبراهيم هي مارية القبطية، وسمي بذلك لأن إبراهيم ابن النبي (‘) ولد فيها. وقيل: المشربة:

العلية، فربما كانت المشربة علّية في ذلك البستان، وهو أحد صدقات النبي (‘)، وهو في منطقة العوالي من المدينة)([117]).

$ أشهر جبال المدينة النبوية المنورة

+ جبل أحد

هو جبل يطل على المدينة المنوّرة من الجهة الشمالية وكان يبعد عنها ثلاثة أميال ونصف قبل أن يصله العمران. وعلى بعد 4 كم من المسجد النبوي. يمتد الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب ويميل نحو الشمال. شهد جبل أحد عدة أحداث بعد ظهور الإسلام وله مكانته الدينية، أغلب صخور الجبل من الجرانيت الأحمر، وبعض الصخور تميل ألوانها إلى الأخضر الداكن والأسود، وبها عدة تجاويف تسمى "المهاريس" تقوم باحتجاز مياه الأمطار، وبه العديد من الكهوف والشقوق التي يتجاوز ارتفاع بعضها متراً ونصف وعمقها عشرة أمتار. كما يضم الجبل العديد من المعادن كالحديد في الصخور الخارجية والنحاس في الصخور الداخلية. يبلغ طول الجبل 7 كيلومترات وعرضه بين 2 و 3 كيلومتر وارتفاعه يصل إلى قرابة 350 متراً.

جاء في فضله: حديث عُقْبَة بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (‘): «أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ»([118]).

وقعت عند أحد حادثة هي من أهم الحوادث التي كان لها الأثر البالغ على المسلمين وقد أصاب النبي (‘) فيها أذى كثيرا.

+ جبل سَلْع

(سلع ينطق بكسر السين، والقدماء يفتحونها، وقد يكسرونها: جاء في كثير من مثاني السيرة، وهو أشهر جبال المدينة على صغره، حتى أنه يفوق أحدا شهرة على كبر أحد وقدسيته.

ويكاد الأقدمون يصرفون كل ذكر أو شعر يذكر فيه (سلع) إلى سلع المدينة هذا، بينما توجد سلوع أخر في الحجاز، منها سلع مكة: جبل بطرف المغمس من الغرب، وسلع آخر في ديار بلي.

وسلع المدينة هو الذي عليه النص هنا، وهو: جبل صغير أصبح يحيط به عمرانها من كل اتجاه، بل وقد كساه هو من معظم جوانبه. وقد أكثر الشعراء من ذكره. فقال قيس بن ذريح:

لعمرك إنني لأحب سلعا ... لرؤيته ومن بجنوب سلع)([119]).

+ جبل حمراء الأسد

(حمراء الأسد: جبل أحمر جنوب المدينة على (20) كيلا، إذا خرجت من ذي الحليفة تؤم مكة رأيت حمراء الأسد جنوبا، ليس بينك وبينها من الأعلام سوى «حمراء نمل» القريبة من الطريق. وتقع حمراء الأسد على الضفة اليسرى لعقيق الحسا، على الطريق من المدينة إلى الفرع، يمر في فيئها)([120]).

و(غزا (‘) حمراء الأسد. وهى ثلاثة أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت ذا الحليفة لطلب عدوهم بالأمس. ونادى (‘) أن لا يخرج إلا من شهدا أحدا. فأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ودخل المدينة يوم الجمعة. وقد غاب خمسا. وحرمت الخمر فى شوال، ويقال: سنة أربع)([121]).

+ جبل ورقان

جبل ورقان هو أحد جبال منطقة المدينة المنورة، يقع جبل ورقان في قريه هبت في الناحية الجنوبية الغربية للمدينة المنورة، على بعد سبعين كيلومتر على طريق الهجرة السريع، ويبلغ ارتفاعه 2400 متر عن سطح البحر. جاء في الحديث: عن أبي هريرة قال قال رسول الله - -: ((ضرس الكافر يوم القيامة مثل أحد، وعرض جلده سبعون ذراعًا، وفخذه مثل ورقان، ومقعده من النار مثل ما بيني وبين الربذة))([122]).

+ جبل عَيْر

جبل عير يعتبر من جبال المدينة المنورة وهو من أكبر جبالها، ويبعد عن المسجد النبوي (سبعة كيلومترات) تقريبا وقد ورد ذكره في الحديث النبوي الشريف كحد من حدود المدينة من الجهة الجنوبية، يعتبر جبل عير من أهم المعالم المهمة في المدينة المنورة فهو جبل عظيم وشامخ يمثل أهم معالم الجهة الجنوبية كما يعتبر هذا الجبل هو حد حرم المدينة من تلك الجهة حيث جعله النبي (‘) معلما لحدود هذا الحرم ففي الحديث: أن رسول الله (‘) قال: ((المدينة حرم ما بين عَيْر إلى ثور))([123]).

$ ما اشتهر من آبار المدينة النبوية

+ بئر رومة

قَالَ النَّبِيُّ (‘): ((مَنْ يَحْفِرْ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الجَنَّةُ)). فَحَفَرَهَا عُثْمَانُ (¢).

(المشهور بئر رومة: بئر ما زالت معروفة في آخر حرة المدينة الغربية إذا أكنعت في مجمع الأسيال)([124]).

+ بئر أريس (بئر الخاتم)

 (بئر أريس وهي البئر التي جلس رسول الله (‘) عليها وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، وكان بابها من جريد، فدخل عليه أبو بكر (¢) فبشره بالجنة وجلس عن يمين رسول الله (‘) معه في القف ودلى رجليه في البئر وكشف عن ساقيه، ثم دخل عمر (¢) وبشر بالجنة وجلس عن يساره وصنع كما صنع أبو بكر، ثم دخل عثمان بن عفان وبشره بالجنة مع بلوى تصيبه فوجد القف قد ملئ فجلس وجاههم من الشق الآخر. قال ابن النجار: وهذه البئر مقابلة مسجد قباء، وعندها مزارع ويستسقى منها ماؤها عذب، قال: وذرعتها فكان طولها أربعة عشر ذراعا وشبرا، منها ذراعان ونصف ماء وعرضها خمسة أذرع، وطول قفها الذي جلس عليه النبي (‘) وصاحباه ثلاثة اذرع تشف كفا..)([125]).

+ بئر بضاعة

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (‘) وَهُوَ يُقَالُ لَهُ: إِنَّهُ يُسْتَقَى لَكَ مِنْ بِئْرِ بُضَاعَةَ، وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا لُحُومُ الْكِلَابِ، وَالْمَحَايِضُ وَعَذِرُ النَّاسِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (‘): ((إِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ))([126]).

قَالَ أَبُو دَاوُدَ: (وسَمِعْت قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ، قَالَ: سَأَلْتُ قَيِّمَ بِئْرِ بُضَاعَةَ عَنْ عُمْقِهَا؟ قَالَ: أَكْثَرُ مَا يَكُونُ فِيهَا الْمَاءُ إِلَى الْعَانَةِ، قُلْتُ: فَإِذَا نَقَصَ، قَالَ: دُونَ الْعَوْرَةِ، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَقَدَّرْتُ أَنَا بِئْرَ بُضَاعَةَ بِرِدَائِي مَدَدْتُهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ ذَرَعْتُهُ فَإِذَا عَرْضُهَا سِتَّةُ أَذْرُعٍ، وَسَأَلْتُ الَّذِي فَتَحَ لِي بَابَ الْبُسْتَانِ فَأَدْخَلَنِي إِلَيْهِ، هَلْ غُيِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: لَا، وَرَأَيْتُ فِيهَا مَاءً مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ)([127]).

$ أودية المدينة النبوية

+ وادي العقيق

(وادي العقيق بالمدينة: وهو أشهر أودية المدينة، بل أشهر الأعقة كلها، وإذا أطلق اسم العقيق، انصرف إليه لأنه المذكور في حديث رسول الله الذي رواه البخاري «عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (‘) بوادي العقيق يقول: أتاني الليلة آت من ربي فقال: صلّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» .

ويأخذ أعلى مساقط مياهه من قرب وادي الفرع، ثم ينحدر شمالا بين الحرار شرقا وسلسلة جبال قدس غربا حيث ترفده أودية عظيمة، فيسمى هناك «النقيع» ، إلى أن يقترب من «بئر الماشي» على طريق الهجرة، فيسمى «عقيق الحسا» . وفي هذا المكان يعدل غربا إلى الشمال، إلى أن يصل ذي الحليفة «آبار علي» عند ميقات أهل المدينة.. وقد يسمى من النقيع إلى ذي الحليفة (العقيق الأقصى) وما بعد ذي الحليفة: العقيق الأدنى.

وعند ذي الحليفة يعدل شمالا، يحفّ به من الشرق جبل عير، ومن الغرب «البيداء» ثم «جماء تضارع» ، ثم يجتمع به وادي بطحان قرب مسجد القبلتين، فيستمران إلى الجرف والغابة، فيأتيهما من الشرق وادي «قناة» ، فإذا اجتمعت سمي المكان «مجمع الأسيال» ، وبعدها يسمى الوادي «الخليل» بالتصغير، وهو اسم محدث لم يعرف في الكتب القديمة. فإذا تجاوز وادي «مخيط» سمي وادي «الحمض»)([128]).

+ وادي النقيع

(بالنون في أوله، وهو الأشهر والأصح: والنقيع لغة: مستنقع الماء.

والنقيع: القاع، والنقيع: واد، يقع جنوب المدينة النبوية، وهو الذي حماه رسول الله والخلفاء من بعده، ويسمى الوادي:

«النقيع» إلى أن يقبل على بئر الماشي على مسافة 38 كيلا جنوب المدينة- على طريق الهجرة- ثم يسمى: عقيق الحسا، وإليه ينسب «النعنع الحساوي» في المدينة إلى ذي الحليفة، ثم عقيق المدينة حتى يدفع في إضم في مجمع الأسيال. ويبلغ طوله من منابعه، حتى المدينة حوالي مائة وخمسين كيلا، والذي حماه الرسول فيه هو قاع النقيع: وهي أرض واسعة تنبت المراعي الخصبة، ففي الحديث: أن النبي (‘) حمى غرز- بالفتح في الأول والثاني- النقيع» . والغرز: نبت معين. والنقيع:القاع.

وسماه بعض العلماء: «نقيع الخضمات» ، ويبدو أنه نقيع آخر غير الأول)([129]).

$ مقابر المدينة النبوية

+ مقبرة بقيع الغرقد

بقيع الغرقد هي المقبرة الرئيسة لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حالياً، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سورهِ، وقد ضمت إليه أراض مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام. ولا تزال المقبرة قيد الاستخدام حتى الآن.

جاء في فضل أهل البقيع: عَنْ عَائِشَةَ (¢)، أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ (‘) - كُلَّمَا كَانَ لَيْلَتُهَا مِنْ رَسُولِ اللهِ (‘) - يَخْرُجُ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ إِلَى الْبَقِيعِ، فَيَقُولُ: ((السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ، وَأَتَاكُمْ مَا تُوعَدُونَ غَدًا، مُؤَجَّلُونَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ، بِكُمْ لَاحِقُونَ، اللهُمَّ، اغْفِرْ لِأَهْلِ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ))([130]).

+ مقبرة شهداء أحد

مقبرة شهداء أحد، أحد أهم المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، تقع شمال المسجد النبوي على بعد 5 كم.

قال رَسُولُ اللَّهِ (‘): لِشُهَدَاءِ أُحُدٍ «هَؤُلَاءِ أَشْهَدُ عَلَيْهِمْ»([131]).

(قوله (‘) ((لشهداء أحد هؤلاء أشهد عليهم))([132]) يقول ((أنا شهيد لهم)) وقد تكون بمعنى لهم في لسان العرب ويكون لهم بما عليهم أيضا يقول أنا شهيد لهم بأنهم صدقوا بما عاهدوا الله عليه من الإيمان والجهاد في سبيله وطاعته وطاعة رسوله حتى ماتوا على ذلك ومن كانت هذه حالته فقد وعده الله الجنة والله لا يخلف الميعاد، فهذه شهادة لهم قاطعة بالجنة)([133]).

$ الخندق

يبلغ طول الخندق 2725 مترًا وعرضه 9 أذرع، و(الخندق جاء ذكره في غزوة الخندق، وتسمى غزوة الأحزاب، ذلك أن كفار قريش والأعراب واليهود تحزبوا واتفقوا على غزو المدينة سنة خمس للهجرة، وقيل سنة أربع.

فلما دنوا من المدينة وأحاطوا بها هم ذلك المسلمين وبلغت القلوب الحناجر، فأشار سلمان الفارسي (¢) على رسول الله صلى الله عيه وسلم بحفر خندق حول المدينة، فكان.

ولما كانت المدينة المنورة محاطة بالحرار من ثلاث جهات، فإن الجهة الوحيدة التي تصلح أن يحشد فيها المشركون هي الجهة الشمالية الغربية، بين سلع وأسفل حرة الوبرة، وتسمى اليوم حرة المدينة الغربية، والجهة الشمالية الشرقية بين سلع أيضا وحرة واقم، فحفر الخندق بين الحرتين مطيفا بجبل سلع من ورائه، بعمق يصعب على العدو أن يخرج منه لو هبطه، واتساع يصعب على خيل المشركين قفزه. ودارت الدائرة على المشركين، فنصر الله عبده وهزم الأحزاب وحده)([134]).

$ سقيفة بني ساعدة

تقع سقيفة بني ساعدة في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي بين مساكن قبيلة بني ساعدة الخزرجية، وكانت السقيفة داخل مزرعة تتخللها بيوت متفرقة حيث تسكن قبيلة بني ساعدة داخل البساتين المتجاورة، وقد كانت سقيفة بني ساعدة كبيرة بحيث اجتمع فيها عدد كبير من الأنصار، وأمامها رحبة واسعة تتسع لهذا العدد إن ضاقت عنهم السقيفة نفسها، وكان بقربها بئر لبني ساعدة. وتحولت هذه السقيفة فيما بعد إلى مبنى، تغيرت أشكاله عبر العصور، وهو الآن حديقة تطل مباشرة على السور الغربي للمسجد النبوي.

 وجاء في خبرها: عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: ((كُنْتُ أُقْرِئُ رِجَالًا مِنَ المُهَاجِرِينَ، مِنْهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، فَبَيْنَمَا أَنَا فِي مَنْزِلِهِ بِمِنًى، وَهُوَ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا، إِذْ رَجَعَ إِلَيَّ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ: لَوْ رَأَيْتَ رَجُلًا أَتَى أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ اليَوْمَ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، هَلْ لَكَ فِي فُلاَنٍ؟ يَقُولُ: لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ لَقَدْ بَايَعْتُ فُلاَنًا، فَوَاللَّهِ مَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ إِلَّا فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَغَضِبَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَقَائِمٌ العَشِيَّةَ فِي النَّاسِ، فَمُحَذِّرُهُمْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَغْصِبُوهُمْ أُمُورَهُمْ. قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ: فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ لاَ تَفْعَلْ، فَإِنَّ المَوْسِمَ يَجْمَعُ رَعَاعَ النَّاسِ وَغَوْغَاءَهُمْ، فَإِنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَغْلِبُونَ عَلَى قُرْبِكَ حِينَ تَقُومُ فِي النَّاسِ، وَأَنَا أَخْشَى أَنْ تَقُومَ فَتَقُولَ مَقَالَةً يُطَيِّرُهَا عَنْكَ كُلُّ مُطَيِّرٍ، وَأَنْ لاَ يَعُوهَا، وَأَنْ لاَ يَضَعُوهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا، فَأَمْهِلْ حَتَّى تَقْدَمَ المَدِينَةَ، فَإِنَّهَا دَارُ الهِجْرَةِ وَالسُّنَّةِ، فَتَخْلُصَ بِأَهْلِ الفِقْهِ وَأَشْرَافِ النَّاسِ، فَتَقُولَ مَا قُلْتَ مُتَمَكِّنًا، فَيَعِي أَهْلُ العِلْمِ مَقَالَتَكَ، وَيَضَعُونَهَا عَلَى مَوَاضِعِهَا. فَقَالَ عُمَرُ: أَمَا وَاللَّهِ - إِنْ شَاءَ اللَّهُ - لَأَقُومَنَّ بِذَلِكَ أَوَّلَ مَقَامٍ أَقُومُهُ بِالْمَدِينَةِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقَدِمْنَا المَدِينَةَ فِي عُقْبِ ذِي الحَجَّةِ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ عَجَّلْتُ الرَّوَاحَ حِينَ زَاغَتِ الشَّمْسُ، حَتَّى أَجِدَ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ جَالِسًا إِلَى رُكْنِ المِنْبَرِ، فَجَلَسْتُ حَوْلَهُ تَمَسُّ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ، فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ خَرَجَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ مُقْبِلًا، قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ: لَيَقُولَنَّ العَشِيَّةَ مَقَالَةً لَمْ يَقُلْهَا مُنْذُ اسْتُخْلِفَ، فَأَنْكَرَ عَلَيَّ وَقَالَ: مَا عَسَيْتَ أَنْ يَقُولَ مَا لَمْ يَقُلْ قَبْلَهُ، فَجَلَسَ عُمَرُ عَلَى المِنْبَرِ، فَلَمَّا سَكَتَ المُؤَذِّنُونَ قَامَ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا، لاَ أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لاَ يَعْقِلَهَا فَلاَ أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ: إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا (‘) بِالحَقِّ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الكِتَابَ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ (‘) وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ: وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ، إِذَا قَامَتِ البَيِّنَةُ، أَوْ كَانَ الحَبَلُ أَوِ الِاعْتِرَافُ، ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ: أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ، أَوْ إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ. أَلاَ ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (‘) قَالَ: " لاَ تُطْرُونِي كَمَا أُطْرِيَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، وَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ " ثُمَّ إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا مِنْكُمْ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَوْ قَدْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلاَنًا، فَلاَ يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إِنَّمَا كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَتَمَّتْ، أَلاَ وَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، مَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ فَلاَ يُبَايَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ، وَإِنَّهُ قَدْ كَانَ مِنْ خَبَرِنَا حِينَ تَوَفَّى اللَّهُ نَبِيَّهُ (‘) أَنَّ الأَنْصَارَ خَالَفُونَا، وَاجْتَمَعُوا بِأَسْرِهِمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَخَالَفَ عَنَّا عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ وَمَنْ مَعَهُمَا، وَاجْتَمَعَ المُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نُرِيدُهُمْ، فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنْهُمْ، لَقِيَنَا مِنْهُمْ رَجُلاَنِ صَالِحَانِ، فَذَكَرَا مَا تَمَالَأَ عَلَيْهِ القَوْمُ، فَقَالاَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ يَا مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ؟ فَقُلْنَا: نُرِيدُ إِخْوَانَنَا هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالاَ: لاَ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تَقْرَبُوهُمْ، اقْضُوا أَمْرَكُمْ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَإِذَا رَجُلٌ مُزَمَّلٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقَالُوا: هَذَا سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: مَا لَهُ؟ قَالُوا: يُوعَكُ، فَلَمَّا جَلَسْنَا قَلِيلًا تَشَهَّدَ خَطِيبُهُمْ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَنَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ وَكَتِيبَةُ الإِسْلاَمِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ المُهَاجِرِينَ رَهْطٌ، وَقَدْ دَفَّتْ دَافَّةٌ مِنْ قَوْمِكُمْ، فَإِذَا هُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا مِنْ أَصْلِنَا، وَأَنْ يَحْضُنُونَا مِنَ الأَمْرِ. فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، وَكُنْتُ قَدْ زَوَّرْتُ مَقَالَةً أَعْجَبَتْنِي أُرِيدُ أَنْ أُقَدِّمَهَا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ، وَكُنْتُ أُدَارِي مِنْهُ بَعْضَ الحَدِّ، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، فَتَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ فَكَانَ هُوَ أَحْلَمَ مِنِّي وَأَوْقَرَ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ مِنْ كَلِمَةٍ أَعْجَبَتْنِي فِي تَزْوِيرِي، إِلَّا قَالَ فِي بَدِيهَتِهِ مِثْلَهَا أَوْ أَفْضَلَ مِنْهَا حَتَّى سَكَتَ، فَقَالَ: مَا ذَكَرْتُمْ فِيكُمْ مِنْ خَيْرٍ فَأَنْتُمْ لَهُ أَهْلٌ، وَلَنْ يُعْرَفَ هَذَا الأَمْرُ إِلَّا لِهَذَا الحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ العَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، فَأَخَذَ بِيَدِي وَبِيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الجَرَّاحِ، وَهُوَ جَالِسٌ بَيْنَنَا، فَلَمْ أَكْرَهْ مِمَّا قَالَ غَيْرَهَا، كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي، لاَ يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ إِثْمٍ، أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ، اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ تُسَوِّلَ إِلَيَّ نَفْسِي عِنْدَ المَوْتِ شَيْئًا لاَ أَجِدُهُ الآنَ. فَقَالَ قَائِلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّكُ، وَعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ، مِنَّا أَمِيرٌ، وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ. فَكَثُرَ اللَّغَطُ، وَارْتَفَعَتِ الأَصْوَاتُ، حَتَّى فَرِقْتُ مِنَ الِاخْتِلاَفِ، فَقُلْتُ: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ، وَبَايَعَهُ المُهَاجِرُونَ ثُمَّ بَايَعَتْهُ الأَنْصَارُ. وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا القَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ: أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لاَ نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَلَى غَيْرِ مَشُورَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ، فَلاَ يُتَابَعُ هُوَ وَلاَ الَّذِي بَايَعَهُ، تَغِرَّةً أَنْ يُقْتَلاَ)).

$ فدك

(وهي قرية شرقي خيبر على واد يذهب سيله مشرقا إلى وادي الرمة، تعرف اليوم بالحائط، وجل ملاكها قبيلة هتيم)([135]).

و(لما انصرف رسول الله - - من خيبر بعث محيصة بن مسعود إلى أهل فدك يدعوهم إلى الإسلام، ورئيسهم يومئذ يوشع بن نون اليهودي، فصالحوا رسول الله - - على نصف الأرض، فقبل منهم ذلك، وكان نصف فدك خالصا لرسول الله - - لأنه لم يوجف المسملون عليه بخيل ولا ركاب، يصرف ما يأتيه منها على أبناء السبيل، ولم يزل أهلها بها حتى استخلف عمر بن الخطاب، وأجلى يهود الحجاز، فبعث أبا الهيثم بن التيهان، وسهل بن أبي حثمة، وزيد بن ثابت، فقوموا نصف تربتها بقيمة عدل، فدفعها إلى يهود، وأجلاهم إلى الشام، ولم يزل رسول الله - - وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي - يصنعون صنيع رسول الله - - بعد وفاته.

فلما ولي معاوية الخلافة أقطعها مروان بن الحكم، فوهبها مروان ابنيه عبد الملك وعبد العزيز، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز، وللوليد وسليمان ابني عبد الملك بن مروان، فلما ولي الوليد الخلافة وهب نصيبه عمر بن عبد العزيز، ثم ولي سليمان الخلافة، فوهب نصيبه منها أيضا عمر بن عبد العزيز، فلما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خطب الناس، وأعلمهم أمر فدك، وأنه قد ردها إلى ما كانت عليه مع رسول الله - - وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، فوليها أولاد فاطمة بنت رسول الله - - ثم أخذت منهم. فلما كانت سنة عشر ومائتين ردها المأمون إليهم)([136]).

$ شعب أحد

و(استقل رسول الله (‘) بمن بقي معه حتى نزل شعب أحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل ظهره إلى أحد، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم)([137]).

( الشعب، ما زال معروفا، يرى من مشهد حمزة (¢) ومن جبل عينين، رأي العين، ينقض من جبل أحد إلى ضفة قناة اليمن، وفيه المهراس)([138]).

 

+++

المحتويات

المقدمة: 4

معالم مكة المكرمة (شرفها الله) 6

$ أول من بنى الكعبة؟ 6

$ الكعبة أول بيت وضع للناس.. 7

$ فضائل الحرم المكي. 8

$المسجد الحرام 10

+الكعبة: هي قبلة المسلمين ولا تقبل صلاة الا بالتوجه اليها. 11

+ أسماء الكعبة 12

+ الحجر الأسود 12

+ مقام إبراهيم (’) 13

+ الملتزم 14

+ الميزاب.. 15

+ الحطيم. 16

$ حدود الحرم المكي. 18

+ التنعيم: (سمي التنعيم بهذا الاسم لأن الجبل الذي عن يمين الداخل يقال له ناعم والذي عن اليسار يقال له منعم أو نعيم والوادي نعمان). 20

+ الجعرانة 21

+ الحديبية 21

$ المشاعر المقدسة 23

+ منى ومنها الجمرات.. 23

+ عرفات.. 25

+ مزدلفة 26

+ الصفا والمروة 27

$ المواقيت.. 29

+ ذو الحليفة 29

+ الجحفة 30

+ يلملم. 31

+ قرن المنازل. 32

+ ذات عرق. 33

$ مساجد مكة المكرمة 34

+ المسجد الحرام: 35

+ مسجد الخَيْف.. 42

+ مسجد نَمِرة 45

+ مسجد التنعيم= مسجد عائشة (رضي الله عنها) 47

+ مسجد المشعر الحرام (مزدلفة) 48

+ مسجد الجعرانة 49

+ مسجد الشجرة 50

+ مسجد الإجابة 51

+ مسجد البيعة= مسجد العقبة 52

+ مسجد الراية 54

$ ما اشتهر من الجبال في مكة المكرمة 55

+ جبل حِراء= جبل النور 56

+ جبل ثور 57

+ جبل أبي قبيس.. 58

+ جبل عرفة= جبل الرحمة 59

+ جبل عمر 60

+ جبل ثَبير. 61

+ جبل قُعَيْقَعان. 61

$ ما اشتهر من الأودية في مكة 62

+ وادي محسِّر 62

+ وادي عرنة 63

+ وادي حنين. 64

+ وادي يلملم. 65

+ وادي سرف.. 65

+ وادي نَعْمان. 66

$ شعاب مكة 67

+ شعب أبي طالب.. 68

+ شعب آل الأخنس.. 68

+ شعب ذي المجاز 68

$ ما اشتهر من آبار مكة المكرمة 69

+ بئر زمزم 69

+ بئر ميمون. 71

+ بئر طُوى. 72

+ عين زبيدة 72

$ المحصِّب= الأبطح. 73

$ المولد النبوي الشريف.. 74

$ دار الندوة 74

$ المغمس.. 75

$ المأزمان. 76

$ مقبرة المعلاة 76

$ غدير خم. 77

معالم المدينة النبوية المنورة (حماها الله) 78

$ فضائل المدينة النبوية 79

$ حدود حرم المدينة المنورة 80

$ مساجد المدينة النبوية 81

+ المسجد النبوي الشريف.. 81

+ فضله: 82

+ توسعته ومساحته 82

+ ساحات المسجد النبوي. 83

+ مآذن المسجد النبوي. 84

+ أبواب المسجد النبوي. 87

+ أساطين المسجد النبوي. 92

+ محراب المسجد النبوي. 96

+ منبر رسول الله (‘) 98

+ الحجرة النبوية الشريفة 99

+ الروضة الشريفة 100

+ مسجد قُباء 102

+ مسجد الغمامة 103

+ مسجد الإجابة 104

+ مسجد ذباب.. 105

+ المساجد السبعة 105

+ مسجد القبلتين. 105

+ مسجد الجمعة 107

+ مسجد ذي الحليفة 108

+ مسجد مشربة أم إبراهيم. 109

$ أشهر جبال المدينة النبوية المنورة 109

+ جبل أحد. 109

+ جبل سَلْع. 111

+ جبل حمراء الأسد. 112

+ جبل ورقان. 113

+ جبل عَيْر. 113

$ ما اشتهر من آبار المدينة النبوية 114

+ بئر رومة 114

+ بئر أريس (بئر الخاتم) 114

+ بئر بضاعة 115

$ أودية المدينة النبوية 115

+ وادي العقيق. 116

+ وادي النقيع. 117

$ مقابر المدينة النبوية 117

+ مقبرة بقيع الغرقد. 117

+ مقبرة شهداء أحد. 118

$ الخندق. 120

$ سقيفة بني ساعدة 120

$ فدك. 125

$ شعب أحد. 126

 



([1]) فتح الباري لابن حجر (6/ 408).

([2]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (4/ 51).

([3]) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (6/ 22).

([4]) صحيح البخاري 4/162 ح(3425)

([5]) تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (19/ 510).

([6]) فتح الباري لابن حجر (3/ 449).

 

([7]) تفسير القرطبي (13/ 300).

([8]) صحيح البخاري 2/147 ح(1587)

([9]) صحيح البخاري 3/22 ح(1881)

([10]) سنن الترمذي ت بشار 6/208 ح(3926)

([11]) مسند الحميدي (1/ 487). والترمذي ت شاكر (4/ 159). (قال في مجمع البحار أي لا تعود دار كفر يغزى عليه أو لا يغزوها الكفار أبدا إذ المسلمون قد غزوها مرات غزوها زمن يزيد بن معاوية بعد وقعة الحرة وزمن عبد الملك بن مروان مع الحجاج وبعده على أن من غزاها من المسلمين لم يقصدوها ولا البيت وإنما قصدوا بن الزبير مع تعظيم أمر مكة وإن جرى عليه ما جرى من رميه بالنار في المنجنيق والحرقة ولو روي لا تغز على النهي لم يحتج إلى التأويل انتهى). تحفة الأحوذي (5/ 195).

 

([12]) صحيح البخاري 3/65 ح(2118)

([13]) مسند أحمد ط الرسالة 23/415 ح(15272)

([14]) صحيح البخاري 1/107 ح(505)

([15]) فتح الباري لابن رجب (4/ 56).

([16]) نهاية الأرب في فنون الأدب (1/ 313).

([17]) ينظر: المصدر السابق.

([18]) السابق.

([19]) سنن الترمذي ت بشار 2/286 ح(961)

([20]) سنن الترمذي ت بشار 2/218 ح(877)، وسنن النسائي 5/226 ح(2935)

([21]) سنن الترمذي ت بشار 2/218 ح(877)، وسنن النسائي 5/226 ح(2935)

([22]) سنن الترمذي ت بشار 2/218 ح(878)

([23]) أخبار مكة للأزرقي (1/ 59).

([24]) صحيح البخاري 1/88 ح(395)

([25]) مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/ 76).

([26]) مصنف عبد الرزاق الصنعاني (5/ 76).

([27]) مصنف ابن أبي شيبة (3/ 236).

([28]) أخبار مكة للأزرقي (1/ 291).

([29]) أخبار مكة للأزرقي (1/ 318).

([30]) الحاوي الكبير (4/ 155).

([31]) تحفة الراكع والساجد بأحكام المساجد (ص: 97).

([32]) فقه السنة (1/ 689).

([33]) فتح الباري لابن حجر (3/ 607).

 

([34]) العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين (1/ 269)

([35]) معرفة الصحابة لأبي نعيم (3/ 1182).

 

([36]) ينظر: العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين (1/ 269)

([37]) ينظر: صحيح ابن حبان - محققا (11/ 126)

([38]) مصنف ابن أبي شيبة 6/398 ح(32348) و 7/364 ح(36730)، والمعجم الكبير للطبراني 3/184 ح(3064)

([39]) ينظر: أخبار مكة للأزرقي (2/ 180).

([40]) أخبار مكة للفاكهي (4/ 218).

([41]) ينظر: الكامل في التاريخ (1/ 691).

([42]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 182).

([43]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 266).

([44]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 255).

([45]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 265).

([46]) تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (4/ 136).

([47]) صحيح البخاري 2/134 ح(1524)

([48]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 103).

([49]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 88).

([50]) صحيح البخاري 5/66 ح(3926) و 7/122 ح(5677)

([51]) الموسوعة الفقهية الكويتية (45/ 290).

([52]) وبل الغمامة في شرح عمدة الفقه لابن قدامة (3/ 35).

([53]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 183).

([54]) مسند أحمد ط الرسالة 23/415 ح(15272)

([55]) موقع الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

([56]) موقع جريدة الرياض.

([57]) المعجم الأوسط (5/ 312) قال الطبراني ¬: (لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ إِلَّا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ الطُّوسِيُّ ").

([58]) "مسائل أبي داود" (798).

([59]) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (4/ 4).

([60]) سنن الترمذي ت بشار 1/295 ح(219)

([61]) شرح صحيح البخارى لابن بطال (4/ 274).

([62]) اشهر المساجد في الاسلام، سيد عبدالمجيد بكر، ج1، ص161 وما بعدها.

([63]) شرح مختصر خليل للخرشي (2/ 325).

([64]) المجموع شرح المهذب (8/ 108).

([65]) مكة للأزرقي (2/ 207).

([66]) تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف (ص: 181).

([67]) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 347).

([68]) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 267).

([69]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 272).

([70]) أي ما يكون فيها من الانفاق والطرق.

([71]) أخبار مكة للفاكهي (3/ 41).

([72]) أخبار مكة للأزرقي (2/ 267).

([73]) صحيح البخاري 4/115 ح(3231)

([74]) فتح الباري لابن حجر (6/ 316).

([75]) تاريخ المدينة لابن شبة (2/ 655).

([76]) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 372).

([77]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 248).

([78]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 184).

([79]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 107).

([80]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 328).

([81]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 132).

([82]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 304).

([83]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 150).

([84]) المصدر السابق.

([85]) أخبار مكة للأزرقي (2/ 287).

([86]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 243).

([87]) مسند أبي داود الطيالسي (1/ 364).

([88]) أرشيف منتدى الألوكة.

([89]) العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين (1/ 10).

([90]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 168).

([91]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 197).

([92]) العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين (1/ 275).

([93]) معالم مكة التأريخية والأثرية (ص: 294).

([94]) كنوز الذهب فى تاريخ حلب (2/ 35).

([95]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 300).

([96]) شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (1/ 407).

([97]) صحيح مسلم 2/992 ح(1363)

([98]) صحيح مسلم 2/994 ح(1366)

([99]) أي: يدعون الناس إلى بلاد الخصب.

([100]) صحيح مسلم 2/992 ح(1362)

([101]) الاستذكار (8/ 233).

([102]) عون المعبود وحاشية ابن القيم (6/ 13).

([103]) صحيح البخاري 2/60 ح(1190)

([104]) مسند أحمد ط الرسالة 15/245 ح(9419)

([105]) موقع بوابة الحرمين الشريفين.

([106]) موقع بوابة الحرمين الشريفين.

([107]) صحيح مسلم 1/386 ح(544)

([108]) بوابة الحرمين الشريفين.

([109]) صحيح البخاري 2/61 ح(1195) و ح(1196) و 3/23 ح(1888) و 8/121 ح(6588)، وصحيح مسلم 2/1010 ح(1390) وص/1011 ح(1391)

([110]) شرح النووي على مسلم (9/ 161).

([111]) صحيح البخاري 2/61 ح(1193)

([112]) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (1/ 38).

([113]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 254).

([114]) فتح الباري لابن حجر (1/ 503).

([115]) التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (1/ 39).

([116]) تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف (ص: 311).

([117]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 253).

([118]) المعجم الكبير للطبراني (7/ 90).

([119]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 160).

([120]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 105).

([121]) العقد الثمين فى تاريخ البلد الأمين (1/ 390).

([122]) مسند أحمد ط الرسالة 14/87 ح(8345).

([123]) صحيح البخاري 8/154 ح(6755)، وصحيح مسلم 2/994 ح(1370)

([124]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 281).

([125]) تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف (ص: 244).

([126]) سنن أبي داود 1/18 ح(67)، وسنن الترمذي ت بشار 1/122 ح(66)

([127]) سنن أبي داود (1/ 18).

([128]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 194).

([129]) المعالم الأثيرة في السنة والسيرة (ص: 289).

([130]) صحيح مسلم 2/669 ح(974)

([131]) موطأ مالك ت عبد الباقي (2/ 461).

([132]) موطأ مالك ت عبد الباقي 2/461 ح(32)

([133]) الاستذكار (5/ 105).

([134]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 113).

([135]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 235).

([136]) الكامل في التاريخ (2/ 103).

([137]) الفصول في السيرة (ص: 145).

([138]) معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية (ص: 169).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الآجرّوميّة